حُكم على شون "ديدي" كومبس بالسجن لمدة تزيد قليلاً عن أربع سنوات يوم الجمعة (3 أكتوبر)، بعد إدانته بانتهاك القوانين الفدرالية الخاصة بالدعارة، في ختام ملاحقة قضائية استمرت عاماً كاملاً ضد نجم الهيب هوب الذي تعرّضت سمعته لهزة كبيرة.
في قاعة محكمة فيدرالية مكتظة في مانهاتن، أمر القاضي أرون سوبرامانيان بسجن النجم لمدة 50 شهراً، وفقاً لما نقلته نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى.
محامو ديدي طالبوا بحكم لا يتجاوز 14 شهراً، بينما طلب الادعاء أكثر من 11 عاماً.
وقبل النطق بالحكم، وجّه القاضي كلمات قاسية للنجم قائلاً: "كان هذا إذلالاً، وقد دفع الضحيتين إلى التفكير بإنهاء حياتهما". وأضاف أن الحكم "يرسل رسالة إلى المعتدين والضحايا على حدّ سواء، مفادها أن الاستغلال والعنف ضد النساء سيقابلان بمحاسبة حقيقية". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الحكم الذي طالب به الادعاء لعشر سنوات "ليس معقولاً".
أما ديدي نفسه، فقد تحدث أمام القاضي معتذراً لضحاياه عن "سلوك مقزز ومخزٍ ومريض"، طالباً فرصة ثانية قائلاً: "أطلب من عدالتكم الرحمة… أتوسل إلى عدالتكم الرحمة". في المقابل، حثّ الادعاء المحكمة على رفض وعوده بالتغيير، واصفاً إياه بأنه "الدمية التي تحرك صورتها بنفسها".
الحكم الصادر أقل بكثير من السجن المؤبد الذي كان كومبس قد يواجهه بعد اتهامه في قضايا الابتزاز (RICO) والاتجار بالبشر لأغراض جنسية. لكن هيئة المحلفين برّأته من هذين الاتهامين في حكمها الصادر في يوليو، وأدانته فقط بانتهاك قانون (Mann Act)، وهو قانون فدرالي يمنع نقل الأشخاص بين الولايات لأغراض الدعارة.
وبما أن كومبس قضى بالفعل أكثر من عام في السجن، فسيبقى خلف القضبان لمدة تزيد قليلاً عن ثلاث سنوات. ومع ذلك، ما يزال يواجه عشرات الدعاوى المدنية المتعلقة باتهامات مشابهة، فضلاً عن الضرر الكبير الذي لحق بسمعته وإمبراطوريته الموسيقية والتجارية التي كانت يوماً من الأكبر في العالم.
ومع صدور قرار هذا الأسبوع برفض إعادة المحاكمة، يمهّد الحكم الطريق أمام ديدي لاستئناف إدانته والعقوبة. وقد تستغرق محكمة الاستئناف أكثر من عام لإصدار قرارها، وفي حال تثبيت الحكم، يمكنه التقدم بطعن أخير أمام المحكمة العليا الأميركية. ووفقاً لتقارير، فإن فريقه القانوني تواصل بالفعل مع إدارة ترامب سعياً للحصول على عفو رئاسي.
كومبس، الذي صعد إلى الشهرة في تسعينيات القرن الماضي كفنان ومنتج عبر شركته باد بوي ريكوردز (Bad Boy Records)، ثم وسّع نشاطه إلى عالم الأزياء والتلفزيون والمشروبات، كان قد أُوقف ووجّهت إليه التهم في سبتمبر 2024. وادعى الادعاء العام أنه أدار شبكة إجرامية واسعة لتسهيل ما وصفوه بحفلات الـ Freak-off ، وهي فعاليات فاخرة يُزعم أنها قامت على استغلال النساء.
تمحورت القضية حول ادعاءات كاسي فنتورا، الحبيبة السابقة طويلة الأمد لـ ديدي، التي قالت إنه أخضعها لسنوات من التعنيف والاستغلال. كانت الدعوى المدنية التي رفعتها فنتورا في نوفمبر 2023 أول قضية تتهم النجم بسلوك إجرامي، وأطلقت شرارة دفعت عشرات النساء الأخريات لتقديم شكاوى مشابهة. وقد تصدّر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة، يُظهر كومبس وهو يعتدي جسديًا على فنتورا في أحد فنادق لوس أنجلوس عام 2016، عناوين الأخبار عندما تسرّب في مايو 2024، وبات صورة لا تُمحى من ذاكرة القضية.
في المحاكمة الضخمة التي جرت هذا الربيع، قال الادعاء لهيئة المحلفين إن النجم استغل سلطته لعقود “لإشباع كل رغباته”، بما في ذلك إجبار فنتورا وأخريات على المشاركة في حفلات الـ "فريك-أوف" ثم إسكاتهن بالتهديدات. وقال أحد المدعين أمام المحكمة: “على مدى عشرين عامًا، ارتكب المتهم، بمساعدة دائرته المقربة، جريمة تلو الأخرى.”
لكن منذ البداية، أكّد محامو ديدي أن تلك الادعاءات “مبالغ فيها إلى حدّ كبير.” وقد أقرّوا بالعنف المنزلي واعتذروا عنه، ووصفوا حياة موكلهم بأنها “نمط حياة منفتح”، لكنهم جادلوا بأن ما حصل لا يرتقي إلى جرائم فدرالية، قائلين: “قد لا تكون تلك الممارسات مما تفضل فعله في غرفة نومك، لكنها لم تكن اتجارًا بالبشر.”
ويبدو أن تلك الحجة أقنعت هيئة المحلفين. ففي حكم صدر في يوليو، تمت تبرئة كومبس من تهم الابتزاز (RICO) والاتجار بالبشر، ما جنّبه احتمال السجن المؤبد، لكنه أُدين بتهمتين أخفّ بموجب قانون مان (Mann Act) تتعلقان بنقل فنتورا وأخريات عبر الولايات لأغراض الدعارة.
وقبيل النطق بالحكم، ناشد فريق الدفاع القاضي سوبرامانيان رفض ما وصفوه بطلبات “قاسية” من الادعاء، مشيرين إلى أن عليه تجاهل معظم أدلة العنف لأن موكلهم بُرئ من التهم الأشد. وقالوا في مذكرتهم: “حان الوقت ليعود السيد كومبس إلى منزله.” وفي اليوم الذي سبق صدور الحكم، بعث ديدي برسالة إلى القاضي تعهد فيها “بألا يرتكب أي جريمة مرة أخرى.”
لكن في جلسة الاثنين، وقف القاضي إلى جانب الادعاء وهيئة المراقبة في أغلب النقاط الرئيسية، بما في ذلك قراره اعتبار “الأفعال المبرّأ منها” دليلاً يمكن أخذه بالحسبان، على الرغم من طلب الدفاع استبعادها. كما أشار القاضي إلى أن ديدي لن يحصل على أي تخفيف للعقوبة لأنه واصل الطعن في إدانته ولم يتحمّل المسؤولية الكاملة.
قضى ممثلو الادعاء والدفاع ساعات طويلة في مرافعاتهم يوم الجمعة حول العقوبة. ووجّه أبناء ديدي نداءً عاطفياً إلى القاضي طلباً للرحمة، بينما عرض محاموه مقطع فيديو مطوّلاً يبرز أعماله الخيرية وخدمته للمجتمع.
لكن القاضي قال في النهاية إن “تاريخاً من الأعمال الجيدة لا يمكن أن يمحو” الأذى الموثّق في هذه القضية، مؤكداً أن كومبس “يستحق عقوبة صارمة” على جرائمه. كما تساءل عمّا إذا كان النجم نادماً حقاً، مشيراً إلى أنه أساء معاملة امرأة أخرى حتى بعد اعتذاره العلني عن فيديو الفندق الشهير.
وقبل ختام الجلسة، وجّه القاضي سوبرامانيان رسالة مؤثرة إلى الضحايا قائلاً: “لقد تحدثتن باسم ملايين النساء اللواتي تعرّضن للعنف وشعرن بأنهن غير مرئيات ومحرومات من القوة، وأُجبرن على المعاناة في صمت. لقد أخبرتن هؤلاء النساء، والعالم، أن العنف خلف الأبواب المغلقة لا يجب أن يبقى سراً إلى الأبد.”
ترجمة بتصرف من المادة الأصلية كما ظهرت على موقع Billboard.com