"ديدي قال أشياء سيئة جدًا عن ترامب، وهذا غير مقبول. سأتواصل معه لأوضح له شعوري تجاه هذا الرجل." هكذا علّق 50 سنت على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه "سينظر في الحقائق" عند بحث إمكانية العفو عن شون "ديدي" كومبس.
منذ أواخر التسعينيات، لم تكن العلاقة بين شون "ديدي" كومبس وكيرتس "50 سنت" جاكسون إلا سلسلة مشتعلة من التحديات، والتصريحات، والسخرية المتبادلة. بدأت كتنافس مهني، وتحولت على مدى أكثر من عشرين عامًا إلى حرب شخصية مفتوحة، تجمع بين التراشق الفني، والطعنات الإعلامية التي لا تهدأ من الطرفين.
لكن في عام 2024، وصل هذا الصراع إلى ذروته، حين داهمت السلطات الفدرالية منازل ديدي في إطار تحقيق بالاتجار الجنسي، لينفتح فصل خطير في حياة نجم الهيب هوب، وسط احتفال واضح من خصمه الأكبر 50 سنت، الذي سرعان ما أعلن عبر منصة "إكس" عن إنتاج وثائقي "?Diddy Do It" (هل فعلها ديدي؟)، وهو عنوان يحمل تلاعبًا لفظيًا بين اسم ديدي والسؤال: "هل فعلها؟"
تاريخ العداوة بين القطبين
1999: "كيف تسرق"- الشرارة الأولى
سجل 50 سنت أول هدف في شباك ديدي عام 1999 عبر أغنية ساخرة بعنوان "How to Rob" (كيف تسرق)، تناول فيها بنبرة تهكمية فكرة سرقة عدد من مشاهير الهيب هوب والراب، ومن بينهم ديدي، للأغاني. كانت خطوة شديدة الجرأة في هذا العالم الشرس.
2000: استبعاد 50 سنت من باد بوي ريكوردز
في مايو 2000، انتهى عقد 50 سنت مع شركة كولومبيا ريكوردز. حينها بدأ يبحث عن فرص جديدة، والتقى مع ديدي لمناقشة توقيع محتمل مع شركته باد بوي ريكوردز. إلا أن ديدي رفض الصفقة، مبررًا ذلك بـ"الدراما المفرطة" التي تحيط بـ50، في إشارة إلى خلافاته العنيفة ضمن الوسط وسيرته المثيرة للجدل في تلك الفترة.
2003: ديدي يسلّم 50 سنت جائزة MTV
في أغسطس 2003، وخلال حفل توزيع جوائز MTV Video Music Awards، سلم ديدي 50 سنت جائزة "أفضل فيديو راب" عن أغنيته الشهيرة "In Da Club". كان ذلك بمثابة اعتراف علني بالنجاح الساحق الذي حققه 50. بدت لحظة مليئة بالود، غير أن الخصومة بقيت تغلي تحت السطح.
2006: ديدي يعرف من أطلق الرصاصة
في أغنيته "The Bomb"، وجّه 50 سنت تلميحًا صريحًا بأن (بوفي)، لقب ديدي آنذاك، يعرف من كان وراء مقتل نوتوريوس بيغي عام 1997، قائلاً: "من قتل بيغي سمولز؟ إن لم نعرفه، سنُقتل جميعنا... بوفي يعرف من قتله".ديدي نفى بشدة هذا الادعاء، تمامًا كما نفى سابقًا أي صلة له بجريمة مقتل توباك شاكور، واتّهم 50 باستخدام ذكرى بيغي كأداة تسويقية لا أكثر.
2010: "ارقد بسلام يا بيغي" حملة إلكترونية ضد ديدي
تصاعد الخلاف في 2010 عندما أطلق 50 سنت عريضة إلكترونية بعنوان "let BIG rest in peace"، دعا فيها ديدي إلى الكف عن استخدام اسم بيغي لأغراض تجارية، قائلاً: "دعوه يرقد بسلام". رأى كثيرون في هذه الخطوة محاولة مباشرة من 50 لتقويض شرعية ديدي في تمثيل إرث نوتوريوس بي.آي.جي، خاصة وقد فقد حقوق هذا الإرث. وقد حصلت العريضة على أكثر من 900 توقيع.
2018: مقابلات نارية من الطرفين
استعاد 50 سنت واقعة قديمة مع ديدي في إحدى مقابلاته، زعم فيها أن ديدي دعاه للتسوق، وقال: "ظننت أن هذا أغرب شيء في العالم... كأنها عبارة يقولها رجل لامرأة".في المقابل، ظهر ديدي في برنامج The Breakfast Club، ورد على "نكش" 50 بالمثل، قائلًا: "ألا ترون أنه يعشقني؟".
2022: حبيبة 50 سنت السابقة مع ديدي
في 2022، انفجر غضب 50 سنت مجددًا بعد أن شوهدت حبيبته السابقة وأم طفله الأصغر، دافني جوي، في أحد عروض ديدي. ورغم نفي أي علاقة بين الطرفين، استغل 50 الفرصة لتصعيد هجماته.
دافني ردّت بتعليق مختصر، مناشدة 50 التوقف عن مضايقتها، مؤكدة أنها تسعى فقط لحياة مستقرة مع ابنهما.
(بعدها بعامين، ورد اسمها في قضية المنتج ليل رود، وهي واحدة من سيل القضايا التي وجهت لديدي، تتهمه بإدارة شبكة إتجار جنسي).
نوفمبر 2023: دعوى كاسي الصادمة
رفعت كاسي فينتورا، الحبيبة السابقة لديدي، دعوى قضائية تتهمه فيها بالاغتصاب والاعتداء الجسدي على مدار أكثر من عقد.تضمنت الدعوى تفاصيل صادمة، منها إجبارها على علاقات جنسية مع آخرين، والاعتداء الجسدي المتكرر. ورغم التوصل إلى تسوية بعد يوم واحد فقط، توالت بعدها دعاوى مشابهة من نساء أخريات، جميعها نفاها ديدي.
2023: 50 سنت يعرض شراء ممتلكات ديدي
بعد استقالة ديدي من رئاسة Revolt إثر قضية كاسي، سارع 50 سنت ليعرض شراء الشركة. كتب على "إكس": "سأشتريها منك يا صديقي بسعر رخيص، لأن كاديلاك وAT&T سينسحبان. أعطني فرصة لأشتريها ولنرجع أصحابًا. أنا جاد. اتصل بي".
2024: المداهمة الفدرالية والوثائقي
بعد تهافت الدعاوى، داهم الأمن الداخلي منزلين لديدي في إطار تحقيق فدرالي في الاتجار الجنسي في مارس 2024، دون أن يكون ديدي متواجدًا فيهما.وبعدها أعلن 50 سنت رسميًا بدء العمل على الفيلم الوثائقي "?Diddy Do It"، وقالت مخرجته ألكساندريا ستابلتون إنه سيغوص في "قصة معقدة تمتد لعقود".وفي بيان لمجلة People، صرح فريق 50 سنت بأنهم ملتزمون بـ"إعطاء صوت لمن لا صوت لهم"، مؤكدين أن هذا المشروع هو محاولة جادة لتوثيق تجاوزات ديدي.
2025 (الوقت الحاضر): صمت ديدي وتهليل 50
يلتزم ديدي الصمت فيما يواجه أخطر قضية في مسيرته، على الأرجح بناء على نصائح قانونية. في المقابل، لا يزال 50 سنت يصعّد، ينشر التحديثات، ويهلل لكل انتكاسة قانونية يتعرض لها ديدي، ويستمر في تسليط الضوء على ما يعتبره "تواطؤ صناعة كاملة في الصمت"، مؤكدًا أنه قال ما لا يجرؤ عليه غيره.
وفي مقابلة مع Hollywood Reporter في أكتوبر 2024، علّق 50 على تركيزه المفرط على ديدي: "أنا فقط أقول ما كنت أقوله من 10 سنوات".