إذا كان هناك أمر يعرفه جمهور ماريا كاري المخلص، فهو أنها هي صاحبة القرار في مسيرتها. المغنية الأسطورية التي لا تعترف بمفهوم الزمن التقليدي -باستثناء طبعًا لحظة انطلاق أغنيتها الشهيرة All I Want For Christmas Is You في كل موسم أعياد- كشفت في مقابلة غلاف جديدة مع مجلة هاربر بازار بنسختها البريطانية، أن زوجها المستقبلي آنذاك، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة Sony Music تومي موتولا، والذي كان يوجّهها مهنيًا حينها، فعل كل ما بوسعه لإبقاءها ضمن المسار التقليدي لموسيقى البوب.
وقالت كاري: "أحيانًا أشعر بالغضب تجاه تلك المرحلة، لكن أعتقد أنني تصالحت مع الأمر. وعلى أي حال، كنت قد أقسمت أنني سأتوقف عن الحديث عنها". وأضافت: "الدعابة هي وسيلتي للتنفيس، ومن يعرفني يعرف ذلك. أُلقي بعض النكات عمّا حدث، لأن البديل هو أن أعيش كل يوم كأنه قصة حزينة. هي آلية للتأقلم، لكن الضحك جزء من طبيعتي".
تحدثت ماريا كاري عن سيطرة موتولا المفرطة على مسيرتها، بما في ذلك محاولاته حصرها كمغنية بوب تقليدية. وقالت: "كنت أرغب بتقديم المزيد من موسيقى آر-أند-بي والموسيقى الحضرية، وكلما كنت أطرح هذا الموضوع، كان يُقابل بالرفض التام". وتابعت: "لم أكن أكره الموسيقى التي كنت أقدمها، لكنني شعرت أن هناك شيئًا في داخلي أردت أن أُطلقه".
بحلول الوقت الذي انفصل فيه الثنائي، كانت كاري قد بدأت بالفعل بالخروج عن هذا المسار، واتجهت نحو دمج عناصر الهيب هوب في ألبومها الأيقوني Butterfly عام 1997، والذي تعاونت فيه مع منتجين مثل كيو تيب، وميسي إليوت، وتراك ماسترز، وشون ديدي كومبس (الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن)، وضمّ أغانٍ مثل Honey وBreakdown وBabydoll وThe Roof (Back in Time).
ولم تقتصر محاولات السيطرة على النمط الموسيقي فقط، بل قالت كاري إن موتولا كان يخفي عنها مدى شهرتها في بداياتها، في محاولة لإقناعها بأنها لن تستطيع الوصول إلى النجومية بدونه. واستذكرت واقعة حصلت معها في بداية مسيرتها، حين ذهبت إلى شمال ولاية نيويورك لتصوير حفل خاص بعيد الشكر، وعند وصولها، فوجئت بالشوارع تغصّ بالجماهير. عندها فقط بدأت تفهم أن كل الحراسة كانت من أجلها، وأن الناس اصطفوا فقط لرؤيتها وشراء أسطواناتها.
وقالت: "كان الأمر صادمًا، لأنه لم يخبرني أحد من قبل أن هؤلاء الناس خارج المتجر جميعهم جاؤوا ليشتروا ألبومك".
والباقي، كما يُقال، أصبح من التاريخ. ماريا كاري، الحائزة على خمس جوائز غرامي، أصبحت واحدة من أكثر الفنانات مبيعًا ومحبةً في تاريخ الموسيقى. ومع اقتراب موعد إصدار ألبومها السادس عشر Here For It All في 26 سبتمبر، أعطت المجلة لمحة عمّا يمكن للجمهور توقعه.
فبعد طرح أولى أغنيات الألبوم، Type Dangerous المرحة والجريئة، والأغنية التالية Sugar Sweet بالتعاون مع كيلاني وشينسي، وصفت كاري الألبوم بأنه "مزيج متنوع" من الأساليب الموسيقية، يضم أغانٍ سريعة وأخرى متوسطة الإيقاع، بالإضافة إلى بالاداتها المعروفة التي وصفتها بأنها "حزينة لكنها منتصرة".
أما عن الفنانات اللواتي تعجبها أعمالهن، فقد أجابت بروحها المرحة المعتادة: "سأختار نفسي!"، قبل أن تعترف بإعجابها بأغنيات تايت ماكري وسابرينا كاربنتر وأوليفيا رودريغو، لأنها تحب متابعة ما تستمع إليه ابنتها مونرو ذات الأربعة عشر عامًا.
ظهرت المادة الأصلية لأول مرة على موقع Billboard.com