أصدر زياد ظاظا مطلع هذا الأسبوع ألبوم قصير مؤلف من أربع أغنيات بعنوان "باليني" تولى الإنتاج الموسيقي لها إسماعيل نصرت. يأتي هذا العمل بعد ثلاثة أسابيع فقط من إصداره لديو "ولا مين" مع ليجي-سي، والذي نجح في دخول قائمة هوت 100 ويحتل هذا الأسبوع المرتبة 33، ليكون أول أغنية لظاظا تحقق هذا الإنتاج.
زياد ظاظا وتجارب موسيقية خارج إطار الراب
اختار ظاظا أن يخوض مغامرة صيفية بطابع مختلف، يتخلى فيها عن أجواء الدريل والهيب هوب التي عرف بها، ليقدم بدلًا منها توليفة بوب تجريبية بروحه الخاصة. أبرز ملامح هذا التغيير تظهر في الأغنية الرئيسية "باليني" حيث نسمع توظيفًا حيًا لآلات مثل الجيتار والكمان، في تجربة صوتية تعكس تحولًا ناضجًا في مسيرته.
حتى عنوان الأغنية "باليني" - المشتق من كلمة ابتلاء أو بلوة- يوحي بما ينتظرنا من محتوى عاطفي صريح. يظهر ظاظا في الأغنية هشًّا أمام مشاعره لكن دون أن يتخلى عن لغته الخاصة ومصطلحاته المألوفة مثل: "بيقولك الجديد تحب فيكرفوك / ولازم الإيجو بقا هو ده المطلوب".
هناك رغبة واضحة في اختراق جمهور جديد واستكشاف مناطق مختلفة في صوته كل ذلك من خلال حكاية حب ينقلها من ينتمي لجيل تشكل وعيه في زمن متداخل بين الإنترنت والشارع.
رغم أن "باليني" هي الأغنية الرئيسية في المشروع، إلا أن خيار تصوير "بتقف ليه" حمل رسالة مميزة. الكليب الذي أخرجه مصطفى الكاشف في أولى تجاربه، صُور في محافظة الفيوم مسقط رأس زياد وجاء أقرب إلى الفيلم التسجيلي منه إلى العمل المصقول. لقطات لأطفال يسبحون في بحيرة قارون.. عائلات تستمتع بالبساطة والهدوء والطعام.. فيما يقف زياد من بعيد يلاحق نظرات نحو فتاة لم يملك يوما شجاعة الاعتراف لها، كل ذلك على أنغام موسيقى لاتينية.
حكم أولي
لا يمكن تجاهل النضج الفني الذي بدأ يتبلور في مشروع زياد ظاظا مؤخرًا. "باليني" تجربة موفقة تُحسب له لا سيما أنها تمثل خروجًا واعًيا عن منطقة الراحة، ومحاولة جادة لخلق صوت خاص به في مشهد غنائي يعج بالتكرار.
من الواضح أن التعاون السابق مع الموسيقار هاني شنودة في "بحلم معاك" فتح أمام زياد أفقًا صوتيًا مختلفًا ربما كان دافعًا أساسيًا لاكتشاف الجانب العاطفي من شخصيته الفنية.
هذه الروح التجريبية وهذا الإصرار على التميز قد يكونان أبرز ما يميز زياد عن أقرانه في المشهد المصري. وربما قد يجد لنفسه -إن استمر بهذا المسار- مكانًا أوسع في مشهد موسيقي عربي يفتقر إلى الجرأة في التجريب.