بعد حوالي ثلاثة أشهر من إطلاقه لأغنية "يا حلو"التي حققت نجاحًا ملفتًا، يعود آدم بعمل جديد بعنوان "قلبي مرتاح"في خطوة يبدو أنها استمرار لخيار فني بدأ يؤتي ثماره. فـ"يا حلو" وهي أغنية رومانسية رقيقة، لم تكتفي فقط بالتواجد في قائمة هوت 100 لـ 15 أسبوعًا متتاليًا بل تحتل هذا الأسبوع المرتبة 15 على القائمة والمرتبة السابعة على قائمة أعلى 50 ليفانتين ما يجعلها واحدة من أنجح إصداراته مؤخرًا. هذا النجاح الواضح ربما كان الدافع الأساسي لآدم ليكمل هذا المسار ويغوص أعمق في تقديم الأغنيات العاطفية.
آدم غارق بالحب وبتفاصيل محبوبته
العمل الجديد "قلبي مرتاح" من كلمات وألحان نبيل خوري وتوزيع جيمي حداد، وهو الفريق نفسه الذي سبق لآدم التعاون معه في "يا إيام" لكنها هذه المرة لا تدور حول الوجع والفقد، بل تحتفي بالاستقرار العاطفي والطمأنينة. الأغنية تفتتح بأنغام ناعمة من آلة الكولة تمهد للحظة بوح عاطفية، قبل أن تنسجم مع إيقاعات شرقية وتفاصيل توزيع صوتي ناعم. يصف آدم محبوبته بلغة بسيطة بأنها طيبة القلب وذات براءة في عينيها ليصل بعدها إلى اللازمة المحورية: "قلبي مرتاح بحبك / متوصى فيي قلبك / كل شي تمنيته لقيته فيكي".
https://youtu.be/oB5q2qpRxKA?si=p8e_2B7_Hl9PfIgH
ورغم بساطة الكلمات إلا أن اللحن أضفى عليها مزيدًا من العمق مدعومًا بأداء آدم الحساس وتوزيع جيمي حداد الذي يُظهر مجددًا لمسته المعهودة مع تفاصيل صوتية ملفتة مثل تأثير صوت قطرة الماء عند ذكر "المية". إلا أن هذه اللمسات وإن كانت أنيقة، لا تُعد جديدة أو مبهرة تمامًا لمتابعي جيمي الذي سبق وأبهر في أعمال سابقة مع آدم وبلطي من بينها دويتو "أحلى سنين" الذي جمعهما سويًا بتوقيعه.
حكم أولي
آدم الذي ارتبط اسمه في الذاكرة الموسيقية بمفردات الحزن والدراما يبدو أنه بدأ فعليًا بالتخفف من هذه الهوية، فمنذ "يا حلو" وهو يختبر نبرة مختلفة أكثر هدوءًا وسكينة. صحيح أن صوته الشجي ما زال حاضرًا لكن التوجه الغنائي بات أكثر دفئًا وأقل استجداءً للفقد هذا التحول ربما يعكس ملامح من حالة استقرار عاطفي يعيشها الفنان في الحياة الواقعية وتنعكس على اختياراته الفنية.
لكن رغم النضج العاطفي في الأداء تبقى هناك فجوة في النص الشعري. فبعض المقاطع بدت مستهلكة وتفتقر إلى الأصالة أو الصور الشعرية المبتكرة مثل قوله: "إنتي حبي وأختي وأمي وقلبي وعينيّ / بعيش عليكي مثل الهوا والميّ" مقطع مباشر، يخدم الاتجاه العاطفي، لكنه يفتقر للتجديد.
صوت آدم ينتمي لنفس خامة الأصوات مع وائل جسار وفضل شاكر، أصوات دافئة يمكنها التمكن بين مختلف اللهجات والمواضيع والحالات الشعورية بتمكّن كبير وفيض من الإحساس. وأغنية "قلبي مرتاح" كفيلة بأن تثبت آدم قادر على التجدد دون أن يتخلى عن إحساسه، وأنه ربما يكون في طريقه إلى تأسيس هوية جديدة في الغناء العاطفي أقل درامية وأكثر صفاء. لكننا رغم كل هذا، ورغم انتشارها وتحقيقها لأرقام استماع كبيرة خلال 24 ساعة فقط على صدورها، مازلنا نشعر أن تجربته السابقة "يا حلو" كانت أكثر اكتمالًا.. وإن كان بفارق صغير صنعته الكلمات.






