مع ألبومها المرتقب "NAJWA 2025"، تبدو نجوى كرم مصممة على تقديم أكثر من مجرد أغاني جديدة، بل رسالة كاملة، تؤكدها حملتها التشويقية التي سبقت ألبومها الذي لم يصدر بعد "زين الزين".
البداية كانت مع ديسك مثبت على الحائط بشريط أسود، في إشارة مباشرة لعمل الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان الشهير "Comedian"، الذي أثار الجدل عام 2019 عندما ثبت موزة على جدار معرض ساخرًا من تسليع الفن. لكن نجوى عدلت المقولة لتناسبها: بدلاً من الموزة، وضعت قرصًا يمثل صوتها ومسيرتها. واكتفت بعبارة واحدة "NAJWA 2025" في إشارة إلى أن الألبوم قاب قوسين أو أدنى من الصدور.
عادت نجوى كرم لتفاجئ الجمهور بمقاطع تمثيلية جديدة، استلهمت بصرياتها وفكرتها من عالم مجموعة "Anonymous" الشهيرة، وفيه نرى من يُفترض أنهم هاكرز يراقبونها عبر كاميرا خفية في غرفتها، ثم مشهد تمثيلي آخر لاستيلاء الهاكر على حسابات نجوى على السوشال ميديا، وآخر يقوم فيه بتسريب لمحات من الألبوم الجديد.
هذا التوظيف لعناصر من ثقافة الإنترنت والقرصنة، يفتح النقاش حول مشروع نجوى الجديد، وما إذا كانت هذه الرموز تُستخدم كأدوات تجميلية هدفها استعمال لغة العصر، أو تغليف رمزي هدفه التشويق فحسب، ولا يتطابق بالضرورة مع جوهر الموسيقى المنتظرة. خاصة وأن اسم الألبوم من ناحية، والكوفر الذي طرحته نجوى من ناحية ثانية، يبدوان بعيدين عن أجواء اللقطات التمهيدية التي غزت السوشال ميديا حال صدروها، وقوبلت بتعليقات إيجابية من جمهور النجمة.
على امتداد مسيرتها، اكتسبت نجوى كرم مكانةً مرموقةً كإحدى أيقونات الموسيقى العربية، واستعدادها للابتكار وتحدي التقاليد هو تجربة يتطلع لها جمهورها بكل حماس. وحتى الآن، لا تزال المعلومات حول الموسيقى نفسها في ألبوم "زين الزين" شحيحة، مقابل ضخ بصري عالي الرمزية. كل ذلك يتركنا أمام تساؤل: هل سينسجم هذا التغليف البصري الجذاب مع مضمون الألبوم فعلًا؟