بعد نحو 5 أشهر من إصداره الأخير "توسل" وبعد 4 أشهر من دويتو "مشكلة" الذي جمعه بالفنان الكويتي الشاب خالد المظفر، يعود حمزة المحمداوي بأغنية جديدة بعنوان "سويتك إنسان".
اعتمد حمزة لفترة وجيزة على الأغنيات العاطفية منذ نجاحه الكبير في أغنية "أول مرة" التي تمكنت من تصدر قائمة بيلبورد عربية هوت 100 في وقت سابق هذا العام، وبقيت في المركز الأول طوال 11 أسبوعًا على التوالي، وحافظت على حضورها على القائمة حيث تحتل المرتبة 47 هذا الأسبوع. لكن يبدو أن حمزة قرر هذه المرة أن يتخلى عن رومانسيته المعتادة ويكشف وجهاً أكثر قتامة وجرأة.
تحمل "سويتك إنسان" توقيع الشاعر رامي العبودي ومن ألحان حمزة انفسه وتوزيع عمار عدنان. أما الرابط الوحيد الذي يجمعها بـ "أول مرة" فهو التعاون مجددًا مع المخرج إيهاب رافد، الذي أبدع في تقديم هوية بصرية مكملة للسردية الغنائية لكن هذه المرة بأسلوب مختلف كليًا في الشكل والمضمون.
سرد بصري يعكس فوضى المشاعر
بينما ذهب إيهاب رافد في "أول مرة" إلى أجواء التسعينيات، اختار هذه المرة العودة إلى الستينيات، ليقدم رؤية فنية مشبعة بالنوستالجيا والرمزيات. يظهر حمزة في بداية الفيديو كليب محتجزًا داخل مسرح جريمة، وهو يردد اللازمة القاسية: "مني الغلط سويتك إنسان/ حبيتك أني حيل ندمان" قبل أن يكشف المقطع الثاني أن سبب ذلك هو خيانة الحبيبة مع رجل آخر، لتتضح الخلفية الدرامية عبر مشهد بصري يُعرض بأسلوب فلاش-باك متقن.
القصة المصورة لا تُجيب على كل الأسئلة لكنها تترك المتفرج في حالة تأمل وتساؤل هل كانت خيانة بين عاشقين؟ أم خيانة منهما لطرف ثالث؟ في جميع الأحوال نجح الفيديو في تعزيز ثقل الأغنية بصريًا ونفسيًا وأعاد الاعتبار لفكرة الكليب كأداة فنية وليس مجرد وسيلة ترويجية.
حكم أولي
في "سويتك إنسان" نرى محاولة واضحة من حمزة لتغيير جلده الفني، والتمرد على القالب النمطي الذي وضع فيه بأغنيات الحب والغزل. الأغنية مشبعة بمشاعر الندم والغضب والألم، مدعومة بلحن هادىء وأداء متقلب بين القرار والجواب، وبتوزيع مفعم بالوتريات والإيقاعات العراقية الأصيلة. صوته بدا مرهقًا حيث تعمد إظهار البحة والانكسار، ما أضفى صدقًا إضافيًا على التجربة.
رغم أن كثيرين يعتبرون الفيديو كليب لم يعد وسيلة فعالة لتسويق الأغنية، إلا أن ما قدمه حمزة وإيهاب هنا هو تذكير بأن الصورة قادرة على توسيع الأثر الشعوري للنص وتعزيز عمقه. فهي ليست فقط أغنية عن الغدر بل عمل فني مكتمل العناصر ينبض بالأسى والندم والجرأة.






