بدأ النجم مصطفى قمر طرح أغاني ألبومه الجديد "قمر 25"، الذي يعود به إلى سكة الألبومات بعد انقطاع 5 سنوات، حيث كان آخر ألبوم قد طرحه "إلى من يهمه الأمر" سنة 2020. وقد أطلق حتى الآن أغنيتين هما "اللي كبرناه" و"أصل الأيام".
من المقرر أن يضم الألبوم الجديد 25 أغنية، ويُخطط مصطفى قمر أن يطرح الألبوم على مرحلتين؛ إذ سيتم إصدار 14 أغنية تباعًا خلال العام الجاري، على أن تُستكمل باقي الأغاني وعددها 11 في صيف 2026.
اللي كبرناه
افتتح مصطفى قمر ألبومه الجديد بأغنية "اللي كبرناه"، التي تميزت بكلماتها التي تبدو جديدة على قاموس مصطفى قمر الغنائي، فالأغنية تحمل مفردات ومصطلحات قريبة من لغة الشارع اليومي، وتتناول مشاعر الخذلان والندم على الطيبة الزائدة، بأسلوب يمزج بين العتاب والسخرية الخفيفة، بينما قدّم فارس فهمي لحنًا سريعًا يحافظ نوعًا ما على الحس الشعبي للكلمات. أما التوزيع الذي حمل توقيع كريم عبد الوهاب فهو أكثر عناصر الأغنية جمالًا، بنغماته الشرقية التي يقودها صولو العود منذ البداية.
أصل الأيام
يمتد صوت العود الذي برز بأغنية "اللي كبرناه" إلى ثاني أغاني الألبوم، "أصل الأيام"، ولكنه هنا يزداد تألقًا، ليقدّم لنا مصطفى قمر واحدة من أجمل الافتتاحيات الموسيقية بالعود في السنوات الأخيرة. فصوت العود يرسم ملامح الحنين منذ اللحظة الأولى، بينما تتألق الفواصل الموسيقية بين المقاطع كجسرٍ شعوريّ يربط ما بين الانكسار والتماسك الداخلي.
أغنية "أصل الأيام" طويلة نسبيًا، تتجاوز 6 دقائق، وهي ضعف طول أغنية "اللي كبرناه". وهذا الوقت يمنح الأغنية فرصة للتمدد العاطفي والتطور الدرامي. في هذه المساحة، يعود قمر إلى ثيمة الحوار مع الذات أو القلب، وهي من أكثر الثيمات التي كانت سائدة في الأغنية العربية في التسعينيات واندثرت مع السنوات. ثيمة حضرت مرارًا بأغاني مصطفى قمر، مثل "ياما كان يا قلبي" و"لحظة ضعف" و"قلبي يا صعبان" و"المرة دي لأ".
كتب كلمات الأغنية رمضان محمد ولحنها محمد عبيه ووزعها كريم عبد الوهاب. ما يميز كلمات الأغنية الروحٍ التأملية، التي تجمع بين الواقعية والنُضج العاطفي؛ فمن خلال الحوار مع القلب، يأتي صوت مصطفى قمر تجسيدًا لصوت العقل، الذي يتحدث بعقلانية ليخاطب القلب المتعب طالبًا منه أن يتجاوز الألم ويتعلم النسيان، في لغة تعكس الوعي بأبعاد الحكاية التي عاشها، وكأنه يتابعها من منظور خارجي. وجاء اللحن بطيئًا ببنائه، قد يتطلب بعض الوقت للاندماج به تمامًا، ولكن يتمكن من تحقيق تصاعد درامي بطيء يشبه رحلة الشفاء نفسها.
حكم أولي
بهذه العودة النوستالجية، المغلفة بالنغمات الشرقية التي ضعف حضورها بالإصدارات العربية الحديثة، يستحضر مصطفى قمر روح الأغنية المصرية الدافئة التي تربّت عليها أجيال التسعينيات. قد تكون أغنية "اللي كبرناه" محاولة جريئة لمجاراة لغة الأغنية العصرية، ولكن مصطفى قمر لم يصب بها تمامًا. أما أغنية "أصل الأيام"، التي يستعيد بها روح التسعينيات وثيمات أغانيها، بالإضافة لحضور صوته الذي يذكر وحده بتلك المرحلة، فتبدو أكثر إثارة للاهتمام، وتُبشر بألبوم يحمل نفحات نوستالجية، قد تعني الكثير بالنسبة لجيل كامل.






