أمضت الفنانة ذكرى مجمل حياتها الفنية وهي تتنقل بين اللهجات والمشاهد الموسيقية، فتتقنها وتبدع في كل منها، من تونس إلى ليبيا والخليج. لكن مصر، هي دومًا موضوع آخر بالنسبة لأي فنان.
منذ بداياتها، بدت علاقة ذكرى بمصر وثيقة، إذ انعكس تأثرها العميق بالأغنية الطربية المصرية، ولا سيما بصوت أم كلثوم التي أعادت أداء عدد من أعمالها. كما جمعها مطلع التسعينات تعاون مهم مع الملحن الكبير بليغ حمدي، حين التقاها في ليبيا وقدّم لها شريطًا يتضمن أربع أغنيات، اختارت منه اثنتين وسجلتهما في القاهرة عام 1991.
لكن العلاقة الفعلية حصلت عام 1995 حين قررت الانتقال للعيش في القاهرة، وإطلاق أول ألبوم مصري لها بعنوان "وحياتي عندك".
حمل الألبوم توقيع الملحن صلاح الشرنوبي الذي كان شريكًا أساسيًا في صياغة هويته، وقد تحدثت ذكرى في إحدى مقابلاتها عن أن أغلب الأعمال التي جمعتهما كانت وليدة اللحظة. كتب الشاعر وليد رزيقة المذهب في ليلة واحدة، كانت جلسة فنيّة في منزلهما حيث اجتمعا على غناء أغاني عبدالوهاب وأم كلثوم. وفي الليلة نفسها أمسك الشرنوبي العود ولحّن الكلمات، لتولد "وحياتي عندك" كأغنية مصنوعة من الإلهام الفوري.
وعلى الرغم من أن الألبوم صُوّر منه كليبَين مع الشركة المنتجة جولدن كاسيت لصاحبها هاني مهنا، أصرت ذكرى على أن يتم تصوير فيديو كليب ثالث لـ "وحياتي عندك"، وتشير المعلومات إلى أنها تكفلت بتكاليفه من مالها الخاص.
بعد سنتين فقط، عادت ذكرى إلى مسرح قرطاج في تونس عام 1997، المسرح الذي انطلقت منه، وقدّمت "وحياتي عندك" بإحساس عالٍ أمام جمهورها، لتكرّس مكانتها كأيقونة ارتبطت بهذه الأغنية تحديدًا.
اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، ما زالت "وحياتي عندك" تشكّل مساحة خيال نستعيد فيها صوت ذكرى، ونشعر في كل مرة نسمعها وكأنها لا تزال بيننا.