يمثل ظهور أنغام على مسرح رويال ألبرت هول بلندن مساء يوم الثلاثاء محطة هامة في مسيرتها الفنية الطويلة، ليس فقط لأنها ستصبح أول فنانة مصرية تحيي حفلًا كاملًا في القاعة العريقة، منذ الحفل الأيقوني للراحل عبد الحليم حافظ في 1976، ولكن لأن الأمسية تعد فرصة لطي صفحة صيفٍ ثقيل على القلب.
لم يكن موسم 2025 سهلاً على الفنانة المصرية. فمنذ الكشف عن متاعبها الصحية في شهر يوليو، خاضت معركة ضد المرض، وضد شائعات إصابتها بالسرطان، وواجهت اتهامات بالتآمر على الفنانة شيرين عبدالوهاب بعد ظهور الأخيرة المثير للجدل في مهرجان موازين بالمغرب.
ستختار أنغام باقة من أفضل أعمالها للمناسبة، ومن المؤكد أن أغنيتها الأخيرة "سيبتلي قلبك" ستكون من بينها؛ الأغنية التي طرحتها هذا الشهر لتكرِّس بها عودتها إلى الساحة الفنية بعد رحلة العلاج المضنية. الأغنية من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي وتوزيع نادر حمدي، وهي الأولى بعد ألبومها "تيجي نسيب" الذي صدر في صيف العام الماضي.
هنا، نقدم استعراضًا لأهم الأحداث التي شكلت صيف أنغام العصيب، وكيف يشكل حفل اليوم مناسبة ممتازة لبداية جديدة.
كيف علمنا بمرض أنغام؟
البداية لم تكن بياناً صحفياً ولا تغريدة. بل لحظة عاطفية على الهواء خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامية لميس الحديدي. انهارت أنغام باكية وهي ترد على اتهامات بالتآمر ضد شيرين عبد الوهاب. في خضم دفاعها عن نفسها، كشفت عن أنها في المستشفى لتلقي العلاج دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل عن حالتها الصحية.
شائعات السرطان ورحلة ألمانيا
الحلقة أثارت تعاطفًا واسعًا مع أنغام، غير أنها أثارت شائعات وتقارير إعلامية حول إصابتها بالسرطان، وهو ما نفاه مكتبها الإعلامي فورًا، قبل الإعلان عن أنها ستتجه إلى ألمانيا في رحلة علاجية، دون الكشف عن طبيعة المرض الذي تعاني منه.
جراحة البنكرياس
مع وصول أنغام إلى ألمانيا، بدأ صديقها المقرب، الإعلامي محمود سعد، في نشر تحديثات مستمرة عن وضعها الصحي بناء على طلبها. هكذا، كشف سعد عن إجراء أنغام جراحة دقيقة وناجحة لاستئصال كيس على البنكرياس. وقال وقتها في منشور على فيسبوك: "أنغام دخلت غرفة العمليات النهاردة علشان تشيل الجزء المتبقي من الكيس اللي على البنكرياس مع جزء صغير منه... العملية كانت دقيقة ومش سهلة بس الحمد لله مرت على خير".
العودة إلى مصر ورسالة للجمهور
مع تحسن حالة أنغام الصحية، خرجت عن صمتها، ووجّهت رسالة صوتية مؤثرة إلى جمهورها عبر إنستغرام. بدا صوتها مرتجفًا وهي تذرف الدموع شاكرةً محبّيها على دعواتهم ومساندتهم، مؤكدة أن محبّة الناس كانت البلسم الحقيقي الذي أنقذها من لحظات الرعب.روت أنغام أنها عاشت تجربة قاسية جعلتها على حافة اليأس، قائلة: "أنتو دعيتوا لأنغام يمكن، لكن أنتو كمان دعيتوا لأم أنها تكمل شوية عشان تكمل حياة مع ولادها وتفرح بيهم وترجع تعيش وسطيهم تاني. أنا كان كل خوفي أني أسيب ولادي. ما كنتش عايزة حاجة خالص في الدنيا غير أني أرجع لولادي"، وأشارت إلى أن ضعفها لم يكن عيبًا، بل إن مشاركته مع جمهورها وأحبابها منحها القوة لتقف من جديد.
حفل رويال ألبرت هول لطي الصفحة
القاعة التي استضافت أساطير الموسيقى العالمية، من فرقة البيتلز إلى أديل، تتحول الليلة إلى منصة عربية بنكهة مصرية. أنغام تدرك رمزية الوقوف في هذا المسرح تحديداً: إنه فضاء دولي يربطها بجمهور عربي مهاجر وعالمي في آن، ويوسّع حدود تجربتها الفنية خارج المنطقة.
أنغام ستعود إلى المسرح، لا لتغني فقط، بل لتقف من جديد. وجمهورها يعرف جيدًا ما مرت به. لذلك، نتوقع أن التفاعل في القاعة سيتجاوز التصفيق؛ سيكون احتفالاً بقدرتها على تجاوز المحنة، واحتفاءً بامرأة لم تسمح للأزمات أن تحدّد مسيرتها.