بحضور المدير التنفيذي للأكاديمية الأمريكية لتسجيل العلوم والفنون "هارفي ميسون"، والمدير التنفيذي لشركة تيتان كابيتال اليابانية "كانازاوا يوكيو" أطلقت الأكاديمية مشروع "Grammy House Giza " / "بيت الغرامي بالجيزة" لأول مرة خارج الولايات المتحدة، وهذا في حدث ضخم شهد عرضًا خاصًا بمنطقة الأهرام بالجيزة أحياه الموسيقار عمر خيرت والفنانة كارول سماحة، بحضور نخبة من نجوم صناعة الموسيقى المصرية مثل ويجز، هشام عباس ومحمد الشرنوبي وعزيز مرقة وأبو والشاعر تامر حسين و الملحن عزيز الشافعي والشاعر أمير طعيمة والمنتج الكبير محسن جابر وغيرهم، بالإضافة إلى المذيعة والإعلامية منى الشاذلي.
حفل استثنائي و مسرح بلمسة فرعونية
شهد المسرح المقام بمنطقة الأهرامات لحظة فنية استثنائية، فصُمم على شكل "عين حورس" في مشهد بصري مميز تتوسطه الأهرامات الثلاثة المضيئة في الخلفية ما أضفى طابعًا مصريًا فرعونيًا على الحدث العالمي.
ومع انطلاق الحفل ألقى المدير التنفيذي لشركة تيتان كابيتال اليابانية "كانازاوا يوكيو" كلمة افتتاحية عبر خلالها عن سعادته بالتواجد في هذا الموقع التاريخي الملهم، مؤكدًا أن تيتان كابيتال تُعد أول شركة يابانية تستثمر في مصر. وكشف عن خطط استثمارية مستقبلية تتضمن إنشاء منتجع سياحي متكامل ومكان مخصص لإقامة الحفلات إلى جانب مجموعة من الفنادق الجديدة.
أعقب ذلك المدير التنفيذي للأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم التسجيلية، هارفي ميسون، الذي أعلن عن إطلاق فعالية "غرامي هاوس جيزة" للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة مشيرًا إلى أن الهدف من الحدث هو تعزيز التواصل بين صُناع الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونظرائهم حول العالم، وأكد أن النسخة القادمة ستتضمن ورش عمل تدريبية وجلسات حوارية لدعم وتطوير المواهب الموسيقية في المنطقة.
بعد الكلمات الافتتاحية أطلقت الفنانة كارول سماحة أولى فقرات الحفل بأداء مجموعة من أغانيها، أبرزها "وحشاني بلادي" ما أشعل حماس الجمهور قبل أن تعبر عن امتنانها للمشاركة في حدث عالمي بهذا الحجم.
ثم توجت الأمسية بمشاركة الموسيقار الكبير عمر خيرت وفرقته، الذين قدموا باقة من مقطوعاته الشهيرة بانسجام لافت من بينها "قضية عم أحمد" و"خلي بالك من عقلك"، وسط تفاعل مميز من الفنانين وصُناع الموسيقى الحاضرين.
سبب اختيار الأكاديمية لمنطقة الأهرامات وتفاصيل عن البرنامج القادم
وكشف هارفي ميسون لبيلبورد عربية عن سبب إختيار منطقة الأهرامات بالجيزة؛ وهو كون مصر مركزًا مهمًا في قلب صناعة الموسيقى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يعود للوجود المكثف لصناع الموسيقى وإرثها الثقافي والموسيقي الممتد، وهو ما جعلها المكان الأنسب لبحث الشراكة. وقال ميسون: "نريد القيام بشيء مختلف عن الجوائز هنا، بعض البرامج والمحاضرات للتبادل الموسيقي والثقافي، أشياء تساعدنا في التعرف على الثقافة والمجتمع الموسيقي في المنطقة بشكل أقرب".
وعن طرح فئات موسيقية جديدة لجوائز الجرامي تكون مخصصة للمنطقة في المستقبل القريب، أوضح ميسون أنه سيكون صعبًا للغاية نظرًا للآلية المعتمدة من مجلس الإدارة وأعضاء الأكاديمية، والتي تستند على وجود عدد كافٍ من أعضاء الأكاديمية يدعمون إضافة تلك الفئات الجديدة، ومع ذلك يرى في هذه الخطوة خطة عملية في حالة وجود رغبة من صناع الموسيقى بالمنطقة لها. ولكنه في نفس الوقت لم يستبعد خيار وجود نسخة جراميز محصورة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات القادمة.
بينما رأى باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى السعودية، والذي كان ضمن حضور الحفل أنه من المذهل رؤية مؤسسة مثل الأكاديمية الأمريكية لتسجيل العلوم والفنون، فحدث مثل ذلك هو دليل على دراية المشهد الموسيقي العالمي بالنمو المتصاعد للصناعة الموسيقية في المنطقة، وقدرة الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إعادة تشكيل علاقتها بالمشهد العالمي. كما أشار للشراكة التي تملكها المملكة العربية السعودية مع الأكاديمية والتي تستهدف توفير أفضل المنصات للمواهب للنمو والتطور.
ويرى باسيفيكو أن هناك فرصة جيدة للغاية لأنماط الموسيقى المحلية بالمنطقة في السوق العالمي سواء على مستوى الإنتشار أو الدخول حيز اهتمام الأكاديمية وجوائز الجرامي في السنين المقبلة؛ مبررًا ذلك بأنه ليس فقط بسبب شغفه الشخصي نحو هذه الأنواع الموسيقية لكن لأن الأرقام والإحصائيات بالسنين الأخيرة تدعم اعتقاده، بحسب قوله: "نرى أن المستمعين حول العالم منفتحين أكثر لسماع موسيقى مختلفة، والدليل على ذلك نجاح الموسيقى الكورية وموسيقى الدول الناطقة بالإسبانية، والموسيقى الناطقة بالعربية لديها نفس الفرصة، ونعلم أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج لديها أصوات طازجة لم يتم سماعها بعد".
أعطتنا أيضًا شائعة إقامة حفل جوائز غرامي خاص بالمنطقة فرصة أن نسأله حول التعاونات مع علامات موسيقية عالمية، وهل يضعف ذلك أم يقوي تأثير المبادرات الخاصة بالمنطقة، ليجيبنا بأنه يرى أن كل فرصة للاحتفاء بالموسيقى الجديدة هي فرصة تدعم الموسيقى العربية وتظهر تقدير العالم لها، وكلما وُجدت منصات أكثر فذلك أفضل مشيرًا إلى الجوائز الوطنية بالسعودية كمثال، وإلى جوائز بيلبورد عربية السنوية، موضحًا أن الأكاديمية من أهم المؤسسات التي تحتفي بالموسيقى في العالم.
وأوضح كانازاوا يوكي، الرئيس التنفيذي لشركة تيتان كابيتال اليابانية في سياق موازي أنه في ظل شراكتهم مع الأكاديمية الأمريكية لتسجيل العلوم والفنون، وخططهم المشتركة للتوسع فقد كانت الأهرامات بالجيزة بما تحمله من تاريخ هي المكان المثالي لذلك، وأنه واثق من قدرة الأكاديمية على نقل تجاربها لمناطق مختلفة من دول العالم بنفس المستوى الذي تقدمه في الولايات المتحدة. مؤكدًا أن "غرامي هاوس الجيزة" سيجذب أنظار أكبر للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة وأن الموسيقى هي لغة عالمية مشتركة.
"الغرامي هاوس" هو مشروع بدأ منذ عام 2024 في الولايات المتحدة بولايتي لوس انجلوس ونيويورك، ويستهدف خلق شراكات وتبادلات ثقافية بين أنماط موسيقية مختلفة من مناطق جغرافية متنوعة، بهدف استكشاف وتطوير الموسيقى وتبادل الخبرات المختلفة في كافة جوانب الصناعة.