بعد تسع سنوات من الغياب عن المسارح المغربية، عادت شيرين عبدالوهاب إلى جمهورها عبر بوابة مهرجان موازين في أول حفل لها لهذا العام. لكنها -كعادتها- لم تتوقف عن إثارة الجدل.
المناسبة كانت مميزة للغاية، إذ تزامنت مع إعادة إطلاق ألبومها "بتمنى أنساك" على منصات البث بعد إزالته سابقًا إثر خلافات حقوقية، وابتعاد الفنانة تدريجيًا عن الحروب الإعلامية والشائعات التي لاحقتها لسنوات.
لهذا، بدا الحماس الشعبي كبيرًا، وتحوّلت مواقع التواصل إلى منصّات ترصد لحظة بلحظة مشاهد الزحام أمام "مسرح النهضة"، في موجة شغف غير اعتيادية لملاقاة فنانة لطالما ارتبط اسمها بالأداء الحيّ الصادق والمبهر.
لكن تلك اللحظة التي طال انتظارها، انقلبت إلى مادة جدلية على مواقع التواصل الاجتماعي.
جدل يبدأ من الإطلالة
ظهرت شيرين بفستان أبيض واسع، أثار انتقادات اعتبرته غير مناسب لأجواء مهرجان ضخم، وتسبّب، بحسب تعليقات متداولة، في تقييد حركتها وثقتها بنفسها. لكن هذا الجدل لم يكن سوى مقدمة للعاصفة الأكبر: غناؤها عبر نظام الـ"بلاي باك" في بداية الحفل."صوتك! صوتك!"
بدأت شيرين حفلها بأغنية "نساي" مستخدمة تسجيلًا صوتيًا، وقد التقطت عدسات الهواتف هذه اللحظة سريعًا. ولم تمضِ دقائق حتى انتشرت مقاطع تُظهر الحضور وهم يردّدون: "صوتك! صوتك!" في دعوة مباشرة لوقف الـ"بلاي باك" وبدء الغناء الحي.
عبّر كثيرون عن خيبة أملهم، معتبرين ما حصل "استخفافًا" بجمهور جاء ليسمعها لا ليسمع تسجيلاتها، وسجّلت الكاميرات مغادرة بعض الحضور بعد "صدمة البلاي باك".
وانتشرت التعليقات على منصات التواصل، متسائلة عن أسباب هذا الخيار، خاصة في ظل عودتها المنتظرة، وقربها الدائم من جمهورها الذي لطالما أحب صدقها وبساطتها على المسرح.
شيرين تستجيب للهتاف
اللافت، أن شيرين استجابت للحشود وتوقفت عن استخدام التسجيلات، لتبدأ أداءها الحي عبر باقة من أغانيها المميزة مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، لتستعيد شيئًا من الحميمية مع جمهورها، وهنا بدأت مرحلة أخرى من التعليقات.
هل تغيّر صوت شيرين؟
من بين الانتقادات التي رافقت ظهورها، برزت أيضًا ملاحظات حول اختلاف صوت شيرين عن المعتاد، حيث وصفه البعض بأنه بدا أقل حماسة واندفاعًا مما اعتاد عليه جمهورها في الحفلات الحية. وبدا واضحًا –بحسب العديد من الحضور– أن شيرين لم تكن في طاقتها القصوى التي اعتادها الجمهور منها، خاصة في موازين تحديدًا.
المايسترو يرد على الانتقادات
في أول رد على الانتقادات، صرّح المايسترو مدحت خميس، قائد الفرقة الموسيقية للحفل، لموقع القاهرة 24، مدافعًا عن خيار الـ"بلاي باك" بقوله:
"دي طريقة الشو بتاعها من زمان، بقالها كتير بتعمله. ده متعِب أكتر، وهي تعبت علشان تعمل لجمهورها فكرة الأغاني دي مع بعض، وأخدت مننا وقتًا كبيرًا في تحضيرها، بالذات للجمهور المغربي. المفروض يكونوا فرحانين إنها بتتعب عشانهم وبتفكر فيهم".
قرار آخر يثير التساؤلات
من التفاصيل اللافتة كذلك أن شيرين رفضت إذاعة الحفل على الهواء، رغم أن القناة المغربية الأولى كانت تنوي نقله مباشرة. ووفق ما نشره القاهرة 24، طلبت شيرين من إدارة المهرجان عدم بث الحفل، على أن يتم تصويره بعدسات المخرج طوني قهوجي، وعرضه لاحقًا بجودة عالية على منصاتها الرسمية.
رغم كل السجال، لم يخلُ الحفل من لحظات شيرين العفوية، أبرزها التفاعل مع جمهورها بكلمة من القلب "وحشتوني"، وصعود معجبة إلى المسرح بطلب من شيرين نفسها، ومشاركتها الغناء وسط تفاعل جماهيري كبير.