بدأت الحكاية حين كان عزت أبو عوف يُسجل موسيقى مسلسل "حكايات ميزو" في ستوديو منزل العائلة، وجرّب استخدام أصوات شقيقاته ككورال. اقترحت عليه والدته مازحة: "ما تغنوا سوا؟"، ليُصبح هذا الاقتراح لحظة ولادة فرقة الـ"فور إم" (تيمنا بالحرف الأول من أسماء أخواته مها، ومنى، ومنال، وميرفت).
على مدار 12 عامًا، شكّلت الأخوات مع شقيقهن فرقة غنائية خفيفة الظل، مرحة، ومؤثرة في آن واحد. وبينما كان عزت يحلم بتأسيس فرقة مع صديقه طلعت زين، حالت الظروف دون ذلك، فقرر أن يُكرّس طاقته لمشروع عائلي نادر في شكله ومحتواه، لا يشبه سواه.
لم تكن الفرقة حدثًا معزولًا في الزمن، بل وُلدت من رحم بيت يفيض بالموسيقى والانضباط. الأب موسيقار تولى رئاسة معهد الموسيقى العربية، لكنه في الوقت نفسه ضابط صعيدي صارم أصرّ أن يدرس ابنه الطب، وكان يرفض غناء بناته على المسارح. لكن الموهبة رفضت أن تغادر البيت، وصنعت أسرة كاملة من الموهوبين، البارعين في التمثيل، والعزف، والأداء الحي.
خلال مسيرتها، قدّمت فرقة الفور إم مجموعة من الألبومات التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور، من بينها: "مغنواتي"، "جنون الديسكو"، "لا عاجبك كدة ولا كدة"، و"متغربين". وفي ذكرى رحيل الموسيقي والممثل عزت أبو عوف، نسترجع سويًا أبرز أغاني الـ فور إم.
دبدوبة التخينة
واحدة من أبرز أغاني الأطفال التي عاشت لأجيال، تحتفي بـ"الدبدوب" وعيد الميلاد كرمز للطفولة. صدرت ضمن ألبوم يحمل نفس العنوان، وصورت بأداء تمثيلي طريف من الأخوات، في زمن لم تكن فيه أوصاف مثل "تخينة" تعتبر تنمرًا، بل مجرد كوميديا بريئة.
الليلة الكبيرة
نسخة مبتكرة من الأوبريت التراثي الأيقوني "الليلة الكبيرة"، جمعت بين موسيقى الديسكو والإيقاعات الشعبية ضمن ألبوم بعنوان "جنون الديسكو". أضفت الفرقة لمسة حيوية على العمل الكلاسيكي لصلاح جاهين وسيد مكاوي، وقدّمته كمشهد تمثيلي تلفزيوني مذهل.
الولد ده
أغنية غزل خفيف بلمسة من الجاز والموسيقى الشرقية، تدور حول الولد الذي "لما بيمشي.. الدنيا تقوم ولا تقعدشي!". قدّمتها الفرقة بروح مرحة وساخرة مستوحاة من الأغنية الشعبية، وظهرت ضمن ألبوم "متغربين".
مغنواتي
أغنية حميمية تبدأ بحوار عائلي بين عزت وأخواته قبل الغناء. كتب كلماتها صلاح جاهين، لتصف يوميات حياة الفنان المليئة بالحفلات والسفر والسهر، وصدرت ضمن ألبوم "مغنواتي". تضمنت الأغنية أيضًا كوبليه من أغنية شادية الشهيرة "آه يا أسمراني اللون".
يا أهل المغنى
مزيج من الديسكو وكلمات بيرم التونسي التي تنتقد تفاهة الأغاني العاطفية. المفارقة أن من يُغنيها هنا ثلاث فتيات، وكأنهن يرفضن تمثيل دور "الحبيبة" في أغاني مكررة لا تشبههن. علمًا أن الأغنية ظهرت ضمن ألبوم "لا عاجبك كدة… ولا كدة".