أطلق عزيز عبده أغنيته الجديدة باللهجة المصرية بعنوان "نصي التاني" بعد مرور شهر فقط على إصداره أغنية "ليلة"، وأسبوعين على طرح فيديو كليب لأغنية "مالو"، باللهجة الخليجية، من ألبوم "سيدي وسيدك" الذي صدر العام الماضي، وأخرجته رندلي قديح. هذا الزخم في الإصدارات يُشير إلى محاولة حقيقية من عزيز للعودة إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب.
فمن يتذكر بدايات الألفية سيجد اسم عزيز مألوفًا ضمن نجوم البوب الخفيف الذين لمعوا في عصر القنوات الموسيقية الفضائية، خاصة على شاشة قناة ميلودي حيث قدم أغنيتي "جن جنون" و"ولعت النار" وكلتاهما حملتا طابعًا شبابيًا مميزًا لتلك المرحلة.
بوب خفيف بطابع معاصر
في أغنيته الجديدة "نصي التاني" يتعاون عزيز مع الشاعر أمير طعيمة الذي قدم كلمات عاطفية بسيطة لكن صادقة: "لما بشوفك الروح تسبقني / تجري عليك وتقول اسرقني / ده مفيش مني كتير صدقني / واللي بقوله طالع من القلب".
اللحن حمل توقيع تيام علي وجاء مفعمًا بتنوع في الجمل الموسيقية وتوزيع سلس من هادي شرارة يمزج بإتقان بين الإيقاع الشرقي المقسوم ولمسات إلكترونية راقصة، مما منح الأغنية توازنًا محببًا يُرضي شرائح مختلفة من الجمهور.
من الواضح أن عزيز عبده يبذل جهدًا ملحوظًا في اختياراته سواء على مستوى الكلمات أو الألحان أو التوزيع. عودته إلى إصدار أغنيات باللهجتين المصرية والخليجية تبدو مدروسة لكن ما يزال صوته يتناغم أكثر مع اللهجة المصرية، حيث يُقدم أداء أكثر دفئًا وسلاسة.
حكم أولي
"نصي التاني" ليست أغنية ثورية أو كاسرة للأنماط لكنها بالتأكيد أغنية لطيفة، تنتمي إلى تلك الفئة من الأغاني التي قد لا تسعى لسماعها عن قصد لكنها إن وجدت طريقها إلى قائمة تشغيلك أو صدحت في مكان ما، فلن تزعجك بل قد ترسم على وجهك ابتسامة هادئة.
عزيز يعرف حدوده جيدًا، ويدرك أن تعويض سنوات الغياب لن يكون سهلًا، لكنه مستمر بخطوات تعكس وعيًا فنيًا. وإذا استمر بهذا النهج المتزن قد يتمكن من استعادة مكانته أو حتى اكتساب جمهور جديد لم يعايش هيتاته الأقدم لكنه الآن يتعرف عليه عبر "نصي التاني".