توفي بالأمس الدكتور عبد القادر سالم، في العاصمة الخرطوم، عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركا خلفه إرثا موسيقيا ثريًا. وفق وسائل إعلام محلية سودانية. ويعتبر سالم أحد أبرز وجوه السودان الثقافية والموسيقية لأكثر من أربعة عقود، لدرجة جعلته أول فنان سوداني تنتج له شركة بريطانية أسطوانة موسيقية خاصة.
وُلد عبد القادر عام 1946، في جنوب كردفان التي تكوّن مخزونه الإيقاعي والشعري فيها. بدأ مسيرته بالغناء في تلك المنطقة قبل أن ينتقل إلى الخرطوم حيث أُتيحت له فرص أوسع للانتشار والظهور الفني.
وفي عام 1970 التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، ونال درجة البكالوريوس ثم واصل مسيرته الأكاديمية ليحصل لاحقًا على درجتي الماجستير والدكتوراه. كما أصدر كتابًا يُعد مرجعًا مهمًا لكل من يرغب في استكشاف تراث غرب ووسط السودان لا سيما إقليمي كردفان ودارفور.
مسيرة فنية وإدارية
إلى جانب مسيرته الفنية حقق عبد القادر سالم حضورًا لافتًا في الإدارة الثقافية إذ شغل منصب نقيب الفنانين السودانيين لفترة، واستمر حتى بعد مغادرته المنصب في دعم الفنانين والمشهد الموسيقي السوداني قدر المستطاع. كما إنه لم يوافق على مغادرة السودان طوال الحرب.
برحيل عبد القادر سالم خسرت السودان أحد أعمدتها الموسيقية ورموزها الثقافية غير أن إرثه الفني وتراثه الغني سيبقيان مصدر إلهام للأجيال القادمة وشاهدين على تجربة استثنائية في تاريخ الموسيقى السودانية.
الدولة تنعيه رسميًا
نعت الدولة الراحل الفنان عبد القادر بشكلٍ رسمي. وقال مجلس السيادة في بيان: عبد القادر سالم كان من أبرز أعمدة الموسيقى في البلاد، وصوتاً شغوفاً بالتراث، حيث صال وجال في مختلف دول العالم معرِّفاً بالإرث السوداني، خصوصاً الكردفاني الأصيل، ولقد شهدت له المسارح ودور الفنون بمثابرته واجتهاده، في البحث الأكاديمي المرتبط بالموسيقى".






