في تجربة جريئة غير مسبوقة في السين المصري، حيث تتنوع التأثيرات الموسيقية والجنرات الفرعية المهجّنة والأصيلة، نسمع في أغنية "ولا مين" وللمرة الأولى، إنتاجًا موسيقيًا يقدم إيقاعات البوب والدبكة الشامية. مفاجأة غير متوقعة فجرها زياد ظاظا وليجي-سي في أول تعاون يجمعهما.
تمهيدات سبقت هذه الضربة
يصدر ليجي-سي ويختبر بكثافة في الفترة الماضية. في أغنية "لو نسياني" التي جمعته بالمنتج الموسيقي إسماعيل نصرت، قدّما أغنية بوب التقطها الجمهور بحماسة، فدخلت قائمة بيلبورد عربية هوت 100 في المرتبة 12 منذ أسبوعها الأول. مركز جاذبية الأغنية كان الإيقاع الراقص البسيط، وجملة لحنية على الكيبورد أدخلها المنتج، وأعادتنا إلى أسلوب الموسيقى الشعبية الشامية وبصمات فرق الإندي من بلاد الشام مثل فرقة أوتوستراد.
لكن ما بدا كتأثر في "لو نسياني" أصبح توجهًا واضحًا في "ولا مين". انضم الرابر زياد ظاظا إلى ليجي-سي في الأداء، وانضم كينغو إلى إسماعيل نصرت في الإنتاج الموسيقي، لنسمع أداء بوب مصري على الموسيقى الشعبية الشامية غير مسبوق في الأغنية العربية. الفواصل الموسيقية بين اللازمة والمقاطع كانت أسطر دبكة صرف، فيما انتظمت اللازمة على إيقاع المقسوم. ونسمع عمومًا في الأغنية نقلات إيقاعية متنوعة.
من ناحية أخرى كان الكلام غزلي وبسيط، لكنه تناسب مع الأغنية الراقصة، بل انضم لموجة أغاني البوب الصيفية التي تحاول أن تعكس روح الأفراح وحفلات الزفاف، عبر تعابير ومفردات نثرت في اللأغنية لتجعلها صالحة لتُشغل في الأعراس، مثل: "ساعتين صفا وحتبقي حلالي" و"لو اللي تعوزيه بمليون/ أنا أجبلك منه مية".
حكم أولي
جاء أداء الاسمين الخارجين من مشهد الراب المصري منسقًا للأغنية بشكل خاص. خلع ليجي-سي عن نفسه رومانسيته المعهودة وأدى بحيوية أكبر، فيما خرج ظاظا كليًا عن أسلوب الأداء الخشن الذي يتبناه عادةً، والتقيا في مساحة وسطية شديدة الانسجام.
تترك الأغنية عمومًا إنطباع أنها نُفذت بشكل مدروس ومتقن، والتجريب فيها جاء عن تصميم ورؤية لا بشكل عشوائي. وبالفعل، لا ينتابنا شعور بأننا أمام موسيقى هجينة، فعلى العكس تعلق الأغنية في الرأس مباشرةً وتطالب بتكرار الاستماع مرارًا.
أغنية راقصة حيوية، حيث الجرأة والتجريب في نطاقها الصحيح، المطلوب والمرغوب، ومرة أخرى تؤكد لنا التجارب الشبابية التي تبنى على الثقافة والفهم الموسيقي، والإبداع قبل كل شيء، أنها قادرة على تغيير المشهد الموسيقي، والابتعاد عن التكرار والملل الذي يسيطر غالبًا على البوب التقليدي.