لم تمرّ ساعات قليلة على الإعلان عن أسعار تذاكر حفل النجم عمرو دياب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حتى اجتاحت مواقع التواصل عاصفة من التعليقات والانتقادات، بعد الكشف عن فئة تذاكر تبلغ قيمتها 500 ألف جنيه مصري (نحو 10 آلاف دولار أمريكي).
لكن هذه الفئة ليست للجمهور العادي، بل لـ 15 شخصاً ممن يمكنهم التمتع بحزمة "تجربة الفنان" التي تقدم خدمات حصرية وتجربة فاخرة، في حين تبدأ الأسعار من 1250 جنيه، لتبقى متاحة لفئات أوسع دون الامتيازات الذهبية.
لم يكشف بوستر الحفل عن تفاصيل هذه التجربة، لكن بحثاً حول حالات مشابهة في الحفلات الدولية كشف أنها قد تتضمن فرصة للقاء الفنان، بالإضافة إلى كواليس بروفات قبل الحفل وهدايا ترويجية، ناهيك عن المقاعد المميزة التي تمنح فرصة مشاهدة استثنائية.
من يستطيع تحمّل تكلفة ليلة واحدة مع عمرو؟
الجدل لم يكن مفاجئًا. فمنذ سنوات، تثير حفلات "الهضبة" في مصر وخارجها انتقادات حول أسعار التذاكر، التي يرى البعض أنها لا تراعي الواقع الاقتصادي لغالبية جمهوره. في إحدى حفلاته بالكويت مؤخرًا، وصلت تذاكر فئة الـVIP إلى نحو 500 دولار أمريكي، ما أثار موجة اعتراض مماثلة. وحتى في موسم صيف 2022، شغل حفل العلمين الرأي العام، لا بسبب التذاكر فقط التي بلغت 10 آلاف جنيه فقط، بل أيضًا لفرض زي موحد على الحضور.
هل لا زالت الموسيقى تكفي؟
مع اقتراب حفل عمرو دياب في 16 مايو، تتجدّد الأسئلة: ما الذي يجعل الأسعار تصل إلى هذا الحد؟ هل هو ثقل الاسم وحده؟ أم التجربة الفاخرة المحيطة بالحفل؟
لكن ما يستحق التفكير فعلًا هو معنى مفهوم "الجماهيرية" اليوم. فهل ما زالت تعني امتلاء المدرجات بالحشود؟ أم أصبحت مرتبطة باستقطاب جمهور أضيق، لا يجمعه الشغف فقط، بل القدرة على الحضور.
الأكيد أن جمهور النجم عمرو دياب، والذي لا يمكن حصره أو قياسه، يبقى متحمسًا وحاضرًا بقوة. فقد نُفدت بالفعل أول موجتين من التذاكر، بينما لا تزال الفئة الأعلى سعرًا متاحة، لمن استطاع إليها سبيلًا.