أصدر أمينوكس أحدث أعماله "زياش"، من كلمات وألحان أمينوكس وتوزيع شوكا، بينما تولّى يوسف أصواري الإخراج، مع تصوير جرى في مدينة الدار البيضاء بأسلوب بصري ينسجم مع هوية المشروع الجديدة.
ويعد أمين تمري، المعروف باسمه الفني أمينوكس، من أبرز الأصوات التي أسست لموجة معاصرة في البوب والآر-أند-بي في المغرب خلال السنوات الأخيرة. بدأ مسيرته منتصف العقد الأول من الألفية عبر تجارب أولى في الراب، لينتقل لاحقًا نحو صوت يمزج بين تأثيرات وجنرات منوّعة مع الإيقاعات المحلية.
منذ بدايته المنفردة عام 2009، اعتمد أمينوكس على كتابة وتلحين جزء كبير من أعماله، ما أتاح له تشكيل هوية موسيقية واضحة تعكس أسلوبه العاطفي والقريب من جيل الألفية. وقد ساهمت أعمال مثل "أنا وياك" و"نهارك" وغيرها الكثير، كما شارك في مهرجانات كبرى، من بينها مهرجان موازين.
ألبوم جديد في التحضير
تشكّل "زياش" إحدى محطات ألبوم أمينوكس الجديد "Aura"، الذي يعود به إلى خارطة الإصدارات الطويلة بعد مسار اعتمد خلاله على الأغاني المنفردة.
يُقدم الألبوم على جزأين، الأول بعنوان "الوجه الأسود" صدر في 15 نوفمبر، وضم خمس أغنيات منها "مالوف" و"توكسيك". أما الجزء الثاني "الوجه الأبيض" فيُرتقب إطلاقه خلال يناير المقبل، ومن المنتظر أن يحمل تعاونات مع ميتر جيمس والفنان المصري فارس سكر.
سجل الألبوم في أستوديو ريدوان في تطوان، بمشاركة مجموعة من أبرز المنتجين في المشهد المغربي، مثل شباب من بينهم عبد الصمد العثماني وسفيان أي زد، في مقاربة موسيقية تسعى إلى تجربة أصوات جديدة وتقديم مقترح صوتي معاصر يمزج بين البوب والإيقاعات المغربية والاتجاهات العالمية.
وتأتي "زياش" بعد مرور عام على إصدار كليب "تبلبل"، الذي جمعه أيضًا بالمخرج يوسف أصواري، في استمرارٍ لخط بصري يتّسم بحضور تفاصيل من الحياة اليومية في المغرب.
حكم أولي
تلعب الإشارات الثقافية دورًا أساسيًا في تكوين هوية "زياش"، التي تحمل اسم اللاعب المغربي الشهير حكيم زياش. يستحضر أمينوكس حادثته الشهيرة خلال كأس الأمم الأفريقية 2019، حين أهدر زياش ركلة جزاء قبل نهاية المباراة، ما أدّى إلى خسارة المغرب في ركلات الترجيح، ليحوّل الواقعة إلى استعارة تعبّر عن الشعور بالخيانة أو الفشل العاطفي في بيت "زكلتيني كي بينالتي د زياش".
لا يذهب نص الأغنية نحو بناء قصة واضحة، بل يعمل على تجميع صور شعرية تعبّر عن علاقة عاطفية غير متوازنة، حيث يقود السرد صوت أمينوكس الذي يعطينا الشعور بالاستنزاف النفسي والعاطفي داخل علاقة قائمة على المظاهر والمال، لا على المشاعر. يرافقه موسيقى تنتقل من صوت بيانو شاعري وكمنجات هادئة، إلى إيقاع مليئ بصوت القراقب وضربة الطبلة الشعبي مع كيبورد أثيري حالم صاغ ميلودي الأغنية، ويشعرنا لثواني أن المنتج Yeahisooka4 استلهم من أسلوب الراي العاطفي.
يمكن اعتبار كليب أغنية "زياش" بمثابة فيلم قصير. يؤدي الممثل الرئيسي دور البطولة وكأنّه يروي تفاصيل الأغنية بعينيه، بينما تلاحق الكاميرا حركاته وتفاعله مع أصدقائه بانسيابية. يتبع المخرج يوسف أصواري النهج نفسه الذي ميز كليب "تبلبل"، حيث لا يظهر الفنان نفسه، وتُترك مساحة البطولة للممثل الذي ينقل الأغنية بصريًا، في مقاربة تركز على الحكاية والمشهدية بدل حضور أمينوكس المباشر. ورغم قوة المنافسة هذا العام بين كليبات المشهد المغربي، يبرز هذا العمل كأحد أكثر الكليبات لفتًا للانتباه.






