أصدر وليد أغنيته الجديدة "مالي أنا" بالتعاون مع فاطمة الزهراء نظيفي، مستعيدًا تأثيرات البوب المغربي ومضفيًا عليها لمسة من الشعبي بأسلوب عصري وتجديدي، ويأتي هذا الإصدار كتحمية قبل أيام قليلة من صدور ألبومه الأول رسميًا والذي سيحمل عنوان "أحلام".
توسع التعاونات والعودة إلى الجذور
يمكن القول إن هذا العام كان عام التعاونات بامتياز بالنسبة لـ وليد، فقد شهدنا تعاونه مع جانو ويام في "تيامو"، ومروان موسى في "مش عادي"، مرورًا بتعاونه مع فارس سكر في "بصو عليه"، متنقلاً بين مشاهد البوب والهيب هوب والمهرجانات بسلاسة.
يأتي هذا بعد أن قدم العام الماضي واحدًا من أقوى تعاوناته مع نوريل في "دي مشكلة"، التي حققت أكثر من 120 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده، وهو العام نفسه الذي أطلق فيه ألبومه "نفسي"، كاشفًا عن صوت عاطفي وناضج، مع ميل للتجريب بأنماط موسيقية مختلفة.
ويرجع سبب هذا النجاح في التعاونات إلى كونه أحد فناني الدياسبورا (مجتمعات الاغتراب) الذين ارتفع صوتهم عالميًا مؤخرًا، معتمدين على ثقافتهم المحلية وتأثيرها في تقديم أعمال تصل إلى جمهور عالمي. وينضم وليد بذلك إلى جيل من الفنانين مثل ديستانكت وإليانا ومصري وغيرهم، الذين نشأوا في الغربة وأصروا على العودة إلى جذورهم الموسيقية والثقافية.
إعادة تقديم التراث المغربي في إطار عصري
يشكل التعاون الأول بين وليد وفاطمة الزهراء نظيفي تجربة موسيقية متكاملة تمزج بين الجذور المغربية والأسلوب المعاصر. يظهر ذلك منذ اللحظة الأولى في أداء وليد، الذي يعود إلى الغزل المغربي التقليدي مستخدمًا العرب الخفيفة التي تمنح صوته مرونة ودقة في التعبير، فيما يضيف صوت فاطمة الزهراء بعدًا رومانسيًا غارقًا، ليولد انسجام طبيعي بين الفنانين.
يمزج التوزيع الموسيقي الذي أنتجه يام وجانو بين التراث المغربي والإيقاعات المعاصرة، فيوازن بين الأصوات التقليدية مثل البندير والسنتير وبين اللحن الحديث، ما يمنح الأغنية حركة ديناميكية دون أن يطغى أحد على الآخر. ينجح هذا المزج في إبراز صوتي الفنانين والتأكيد على المشاعر التي تحملها الكلمات التي كتبها وليد رشدي ومبارك نوالي، لتنتقل مباشرة إلى المستمع بطريقة صادقة ومؤثرة.
يعكس الكليب الذي أخرجته كوثر طرهزاوي سردًا بصريًا متناسقًا مع الجو الموسيقي، حيث تظهر الرموز المغربية بوضوح وتدعم الأجواء العاطفية للأغنية. تركز اللقطات الدقيقة على الأداء الصوتي والتفاصيل التراثية، مثل الأزياء والأعراف المغربية كتحضير وشرب الأتاي، إلى جانب المشاهد الطبيعية ورقص وليد مع فرقة محلية في منطقة ويركان في جبال الأطلس بالمغرب.
حكم أولي
تندرج أغنية "مالي أنا" ضمن موجة تطوير صوت البوب المغاربي التي شهدناها في السنوات الأخيرة، والتي تعكس توجه تجديدي في تقديم هذا اللون. ينجح وليد وفاطمة الزهراء في تقديم هذه التجربة الموسيقية بوضوح، إذ يبرز الأداء الصوتي والانسجام بين الفنانين جودة التنفيذ وحساسية التعبير العاطفي.
يمكن اعتبار "مالي أنا" واحدة من التعاونات المهمة لوليد، إذ تجمع بين النجاح الفني والتجريب الصوتي، وتقدم نموذجًا متوازنًا بين الأصالة والابتكار، مع قدرة واضحة على الوصول إلى جمهور واسع والتفاعل معه بشكل مباشر.






