بعد شهر واحد فقط من إصداره الأخير "الجوهرة فريستايل"، أصدر الرابر السعودي الشيخ تعاونًا جديدًا مع المنتج الموسيقي ناصر بعنوان "يبنال"، التراك يأتي في قالب الارتجال (الفري ستايل)، مليء بالبارات الجريئة، اللحن تِراب يقتبس جملته الأساسية من لحن الأغنية الكلاسيكية للفنان راشد الماجد "مستغربة ". بينما أخرج الفيديو كليب خالد هادي يدور داخل باحة منزل يتجمع بها مجموعة من الشباب من رفاقه يمارسون أنشطة مختلفة، ويقدمون معه حركات أدائية عنيفة طوال غنائه للتراك.
يعود الشيخ هنا للنكش، بعد إصدارين طغت عليهما اللمسة العاطفية في الفترة الأخيرة مقدمًا بارات مثل "عايشين في الواقع على أي أساس/ أنت جاي بتتمنى!" و"أحطلك حد ولو فيك بس تعداه" و"مسكو السكة دي مو للفن بس لأنو أسهل". هنا نجد النبرة المتحدية ذاتها التي قدمها في أكبر تعاوناته هذا العام مع الرابر والممثل مؤيد النفيعي في فيديو كليب وتراك "بترول الفن". كما حرص على الحفاظ على فلو رشيق ومشدود طوال التراك يتماشى مع لحن التراب المضغوط المطعم بألحان البيانو.
عام مليء بسمبلة الكلاسيكيات العربية عالميًا ومحليًا
ليست أول مرة يتم الاستعانة بسامبل لأغنية كلاسيكية عربية، فقد سبق حدوث ذلك مع أحمد سانتا وليل بابا تراك "وردة" المعتمد على لحن أغنية "حكايتي مع الزمان" لوردة وبليغ حمدي. كما اعتمد تراك "So Be It" للثنائي كليبس على سامبل من كلاسيكية طلال مداح ومحمد عبد الوهاب "ماذا أقول". واستعمل دريك في أحد تراكات ألبومه القادم "Ice Man" سامبل من أغنية "وحدن" لفيروز. لذا يبدو أنه عام مميز لتواجد الكلاسيكيات العربية في ثقافة الهيب هوب التنافسية.
رغبة جريئة في التجديد وريادة المشهد الصاعد من الشيخ
منذ بداية هذا العام قدم الشيخ العديد من الأنماط الموسيقية المواكبة للموجات المختلفة عالميًا وإقليميًا متنقلًا بين جنرات الريج والهاوس التجريبي الممزوج بالتراب والأولد سكول وأخيرًا التراب الممزوج بالعينات المأخوذة من الكلاسيكيات.
كما قدم تراكات مثل " شف" و"وهاج" و"ذيب فري ستايل" و"حصل خير"، بالإضافة إلى تعاونه مع مؤيد النفيعي في فيديو كليب وتراك "بترول الفن"، وبذلك التعاون أدخل اسمه ضمن نطاق تعاونات مع الأسماء البارزة ذات الخبرة في مشهد الراب السعودي .
وفي الفيديو كليب الخاص بتراك "يبنال" حضر رابرز شباب من أقرانه مثل أحمد المسرحي ومحمد ميم وغيرهم، وهو ما يوضح حرصه على الدفع بأبناء جيله للظهور والمشاركة معه في تعاونات مختلفة. مثل "سايفر جدة" الصادر منذ شهور قليلة. وكل هذه التحركات تنبأ بصعود رابر سعودي قوي، في ظل مشهد لا زال العديد من أسمائه الكبيرة غارقين في بيفات وصراعات قديمة لا يستطيعون تخطيها وتقديم أنماط وأفكار مختلفة غير النزاعات.
حكم أولي
رغم نجاح الشيخ أخيرًا في خلق توليفة تربطه بشكل أكبر بثقافته السعودية عن طريق خلق امتداد مع عصر البوب الخليجي في التسعينات، وتقديمه لبارات تعكس طموحه بمزيد من التعمق في المحلية مثل "ما أبغى الرولينج لاود أبغى أطلع بالمدل بيست" أي مهرجان مدينة جدة الموسيقي الشهير. لكن عمومية معظم البارات وسرديتها تدل على عدم رغبة أو عدم قدرة على الغوص أكثر في أعماق تجاربه الذاتية وخلق قصص فريدة منها تجمل قدرًا أكبر من الخصوصية.
قد يواجه الشيخ أزمة كبيرة عندما يقف سقف التجديد الذي يعتمد عليه في كل مرة تقريبًا. فإذا لم يعد يستطع خلق هوية واضحة تربطه بمدينة جدة التي يتغنى بها سواء على المستوى البصري أو على مستوى السرد سيقع في معضلة وجود حقيقية.






