سمعنا آخر إصدارات عفروتو الصيف الماضي بألبوم "أفضل أغاني 2024". منذ ذلك الحين نجحت أغنية "كبده" من الألبوم بتصدر قائمة أعلى 50 هيب هوب عربي طوال 19 أسبوعًا. والآن يعود عفروتو بأغنية منفردة وفيديو كليب جديد بعنوان "جامدة". أطلقها مصحوبةً بكلمتين فقط عبر حسابه على انستغرام: "أنا رجعت".
يمنح عفروتو نفسه مهمة جديدة لأول مرة في هذا العمل، فيتولى الرؤية الفنية للكليب إلى جانب المخرج يوسف محروس. لا يمكن إنكار التطور المستمر لكليبات عفروتو منذ كليب "اسكت خالص" الصادر في 2023. لكن فيديو كليب أغنية "جامدة" تحديدًا يميل للتركيز على التفاصيل دون الكثير من الضجة أو الإبهار.
يعبر الكليب عن ثقافة الهيب هوب فنيًا، فبأجواء مشابهة للكليب الناجح الصادر منذ عامين "بهظ"؛ يظهر عفروتو محاطًا بأصدقائه وشلته، ومن بينهم دي جي جادو وأحمد جي، وهم يسبحون أو يمارسون الرياضة أو يلعبوب الفيديو جيمز. منح ذلك المشاهد لمسة حميمية وذاتية، وردف الصورة الواقعية عن عفروتو الودود والصديق.
سامبل متقنة تثير الحيرة
منذ الثواني الأولى الافتتاحية للأغنية، يفرض الإنتاج الموسيقي الذي وضعه عمر جانجستر نفسه، عبر تفاصيل تجعل الأغنية تعلق بالرأس مباشرةً. نسمع بين طبقات الإنتاج الموسيقي سطر كيبورد مميز، هو في الغالب سامبل. لا نعلم مصدر السامبل على التحديد، لكنها تتشابه حد التطابق مع جملة لحنية من أغنية بوب لبنانية بعنوان "من عيوني" صدرت قبل حوالي عشرين عامًا بصوت باسم مغنية. عمومًا فأسلوب استخدام هذه العينة الصوتية ومزجها يمنح الأغنية مزاج عام مألوف لدى المستمع ومتفرد ضمن السين المصري.
حكم أولي
الاستلهام من مشاهد موسيقي أخرى لا يعني أن التجربة شديدة المجازفة أو خارجة كليًا عن المألوف، فقبل أيام فقط قدم ليجي-سي مع زياد ظاظا تراك "أنا مين" بشطحات واضحة وجرئية إلى موسيقى بلاد الشام. لكن عفروتو وعمر جانجستر عرفا كيف يقدمان لقمة طازجة لجمهور الهيب هوب المصري، عبر تشكيلة بهارات من البوب الألفيانتي اللبناني أو حتى المغربي، مألوفة ومستساغة من الجميع.
كما أنه بات من المؤكد اليوم أن العنصر الأقوى حتى الآن في إصدارات عفروتو المتتابعة، هو تحرره من قالب الجنرا الواحدة. ما يقدمه هنا ليس هيب هوب صرف، ولا تراب ولا مهرجانات ولا شعبي ولا بوب، لكنه في الوقت ذاته خليط من كل ما سبق بأفضل صورة. وفيما يقول في الأغنية: "يا ترى يا هل ترى/ هل حغني راب ولا أغني طرب؟" نعتقد نحن أن هذه الحيرة هي العامل الأبرز في خصوصية صوت عفروتو وهيتاته.