أطلق عبد المجيد عبد الله قبل أيام أغنية "ختمت الأماني"، وهي من كلمات أنور المشيري وألحان أحمد الهرمي وتوزيع زيد نديم. تأتي الأغنية بعد نحو شهرين من صدور أغنيته السابقة "غيرك سواك"، لتؤكد استمرارية عبد المجيد في حالة من النشاط الفني اللافت، سواء على صعيد الإصدارات أو الحفلات، إذ تسبق هذه الأغنية الإعلان عن حفله المنتظر في موسم الرياض يوم 14 نوفمبر على مسرح محمد عبده أرينا والذي نفدت تذاكره بالكامل قبل أيام.
وفي العقد الرابع من نشاطه على الساحة الموسيقية، لا يسعنا سوى أن نتساءل: ما الذي في جعبة عبد المجيد بعد ليغنيه ويقدمه لجمهوره؟ وما سر الشعبية الكبيرة التي تحظى كل أغنية جديدة يضمها إلى أرشيفه؟
لغة شعرية تحتفي بالحب الصحي
منذ اللحظة الأولى تأسرنا "ختمت الأماني" بمقدمة موسيقية غنية بالوتريات، تفتح الطريق نحو عالم رومانسي شفاف، وعلى إيقاع خليجي متزن يبدأ عبد المجيد بالغناء:" لبيه يا حب ملا دنيتي ضي / لقيت به حلمي وختمت الأماني / حب كثر ما أشعر إني معه حي / يضفي على باقي العمر عمر ثاني".
في هذه الكلمات يغزل عبد المجيد مشاعره بلغة شعرية راقية، ينقل من خلالها صورة حب ناضج وصحي، يخلو من التوترات النفسية أو الشكوك بل يفيض بالطمأنينة والامتنان. هو الحب الذي يختتم به الأماني حقًا لأنه يحقق الاكتفاء العاطفي ويغني القلب عن التمني
يأتي الكورال في الخلفية ليُكمل سردية الغزل بأناقة، كأنه صوت آخر يسرد بقية فصول الحكاية ويمنح الأغنية بعدًا ناعمًا من دون أن يطغى عليها.
حكم أولي
ليس عبثًا أن يُلقب عبد المجيد بـ "أمير الطرب" فصوته ما زال يحتفظ بخاصية نادرة، الطرب الذي لا يحتاج إلى صخب تقني أو استعراض تقليدي. إحساسه الصادق يتسلل إلى القلب دون استئذان ويجعل من كل أغنية تجربة لا تُسمع مرة واحدة فقط مثلما هو الحال في "ختمت الأماني".
لحن أحمد الهرمي بدا دافئًا سلسًا يعرف تمامًا كيف يستحضر الإحساس من صوت عبد المجيد دون أي مبالغة. من الواضح أن الكيمياء بين الاثنين أصبحت جزءً أساسيًا من هُوية أعمال عبد المجيد الأخيرة ولا غرابة أن تذكرنا هذه الأغنية بتعاوناتهما السابقة الرومانسية الناجحة مثل "لك ساقني الرب" و "أغلى من روحي".
من جانبه حافظ زيد نديم على توزيعه الهادئ الغني بالوتريات الذي يتقاطع مع الذوق السمعي لجمهور عبد المجيد، لكنه في الوقت نفسه أضاف لمسة عاطفية ناعمة جعلت الفواصل الموسيقية وكأنها استراحات تأملية بين دفات قصة حب لا تمل
الاغنيه ما هي إلا محطة أخرى يبرهن فيها عبد المجيد أنه لا يزال يعرف جمهوره جيدًا، ويعرف أكثر كيف يغني لهم بما يلامس وجدانهم.






