منذ إعلان روبي عن أغنيتها الجديدة، تحوّل عنوانها إلى مادة للتندّر، وموضوعًا للجدل بين جمهور انقسم بين من يرى فيها تكرارًا لخلطة مألوفة، ومن يعتبرها استمرارًا لهوية فنية اختارت الرقص نهجًا ثابتًا. في هذه الزاوية من "مع أم ضد؟"، يحلل فريقنا الأغنية الجديدة من زوايا مختلفة، ونناقش: هل حافظت روبي على وهجها؟ أم أن "ثانيتين" لم تكن كافية هذه المرّة؟
عمر بقبوق
قبل حتى صدور أغنية "ثانيتين" رسميًا، واجهت روبي سيلًا من التعليقات الساخرة، حيث تم الربط بين عنوان الأغنية الجديدة وبين أغنيتها السابقة "3 ساعات متواصلة"، لينتشر التعليق: "مش كانوا 3 ساعات متواصلة؟ بقت ثانيتين؟".
وجاءت الأغنية لتزيد الطين بلة، فكلمات الأغنية عززت الإيحاءات الاستباقية، خاصةً في المقطع الأول، الذي جاء دون المستوى، من حيث اللغة والأسلوب؛ فالكلمات لا تضيف أي قيمة أدبية أو فنية، بل تتضمن تعابير قد تُفهم بشكل سطحي أو حتى مبتذل، وهو ما لا يخدم العمل، بل يضعه في منطقة حرجة من حيث التلقي العام.
لو تمت إزالة المقطع الافتتاحي، وبدأت روبي مباشرةً بالسرد المتعلّق بالإعجاب والرقص، لحُلّت المشكلة وتحسنت الأغنية بشكل كبير، ليس من ناحية الكلمات وحسب، بل بكل العناصر، فالمقطع الأول هو الأضعف كلامًا وأداءً ولحنًا.
ولا تقتصر مشكلة الأغنية على ما تنطوي عليه من إيحاءات، فهناك العديد من الأغاني العربية التي تكررت فيها ذات الثيمة ونجحت في حصد شعبية كبيرة. لكن المشكلة الأساسية هي في غياب الجاذبية عن مجمل عناصر الأغنية.
هلا مصطفى
منذ سنوات طويلة، سواء في بدايات روبي في مطلع الألفية، أو بعد عودتها للغناء بعد مدة من الانقطاع، بقي الشرط الوحيد لأي أغنية تقدمها، هو الإيقاع الراقص. سواء كان سريعًا حيويًا أم بطيئًا، إلكترونيًا أو نغميًا. لم تقدم طوال مسيرتها أغاني درامية أو شجنية أو طربية، تمحورت مسيرتها ببساطة حول الرقص. وأغنية "ثانيتين" ينطبق عليها ذلك لكن بأسلوب خاص.
جاءت الأغنية محملة بتوزيعات هي الأكثر شرقية ومحلية بين أغاني روبي، إذ نسمع في منتصف الأغنية فاصلًا موسيقيًا شديد الجاذبية، اعتمد على صوت الربابة والإيقاع مع لمسة خاطفة للناي. منح هذا الفاصل الأغنية الكثير من الدفء والانسيابية. اللازمة نفسها تثبت في الرأس مباشرةً، وتلتزم بقواعد روبي الصارمة عن السهولة والانسيابية في الألحان والكلمات.
لربما يطغى نجاح أغنية "تاني" التي جمعت روبي بأحمد سعد، والصادرة قبل أقل من شهر، على أصداء أغنية "ثانيتين" التي صدرت منفردةً ليلة أمس، فقد حظي الجمهور بالفعل في "تاني" بالجرعة التي كان يترقبها من روبي، عبر لوحة غنائية/ استعراضية متكاملة. لكن ذلك لا يعني أن الأغنية الجديدة ضعيفة أو دون المستوى، هي فقط أغنية على مزاج روبي الخاص.
*مع أم ضد زاوية خاصة، يختار فيها نقاد من فريق بيلبورد عربية إصدارًا انقسمت آراؤهم حوله، بين من أحبه ومن لم يقتنع به، ليحلله كل منهم حسب رأيه الخاص، لأن الفن فيه جانب ذاتي، يتأثر بالذائقة الشخصية، ولا يمكن الإجماع عليه.