عاد حاتم عمور بإصدار جديد يواصل مساره الفني في البوب المغاربي، في أغنية تجمع بين البساطة الرمزية في الكلمات، واللحن الذي يتيح للفنان استعراض طبقات صوته المتعددة.
حاتم عمور وأبرز إصداراته
ويعتبر حاتم عمور الذي بدأ مسيرته الفنية بعد فوزه في مسابقة "استوديو دوزيم" عام 2005، وبرز لاحقًا بأغاني مثل "ناداني حضنك يا أمي" و"فبالي"، واحد من الأسماء البارزة في المشهد المغربي. وإلى جانب الغناء، شارك في التمثيل من خلال دوره في المسلسل المغربي "بنت بلادي".
خلال السنوات الماضية، رسخ حاتم عمور حضوره في مشهد البوب المغاربي من خلال إصدارات تجريبية بالإيقاعات الأفريقية والمحلية، واستغلال طبقات صوته المتعددة بما يمنحه القدرة على الغناء بأساليب متنوعة، كما ظهر في أغاني مثل "آخر مرة" و"بسيكولوغ" التي صدرت نهاية العام الماضي.
وفي عام 2025، أصدر أغنية دعم للمنتخب الوطني المغربي بعنوان "المغاربة الأحرار"، وقدم تعاونات بارزة من بينها "شوفي" مع تاوسن و"كازابلانكا ولا دبي" مع شياب.
الكلمات واللحن بين الرمزية والبساطة
تعتمد كلمات الأغنية، من محمد أمير، على تصوير شخص يختبئ وراء قناع فرح خارجي بينما يعاني داخلياً، ويتجلى ذلك في رمز "البهلوان" الذي يرمز إلى التناقض بين المظهر والسلوك الداخلي، مستخدمة لغة بسيطة ومباشرة لكنها محملة بالرمزية.
وتحمل في بيت "الوقت مهمومة قالوها ناس الغيوان" اقتباساً من أغنية فرقة ناس الغيوان الشهيرة "مهمومة"، التي تتناول هموم الحياة اليومية وتعقيداتها، ويستعمل عمور هذه العبارة للتعبير عن شعور مستمر بالانشغال بالمشاكل والهموم.
جاء لحن لفيس مناسب للكلمات، حيث أتاح لحاتم عمور استعراض طبقات صوته المختلفة، ما منحه القدرة على التعبير بأساليب متنوعة داخل المقطع الواحد، وهو أسلوب برز فيه سابقاً. أما التوزيع فكان من تنفيذ مراد المدني، مع الحفاظ على توازن الأصوات وإبراز الجو العام للأغنية بشكل طبيعي.
حكم أولي
تأتي أغنية "بهلوان" ضمن المسار الفني الذي رسّخه حاتم عمور لنفسه على مدى السنوات الماضية في مشهد البوب المغاربي، حيث حافظ على الأسلوب الموسيقي الذي عرف به وجمهوره يتوقعه منه. لا تقدم الأغنية تجديدًا كبيرًا، فهي تواصل النهج الذي تعودنا عليه من حيث المزج بين الطابع المغربي التقليدي والإيقاعات العصرية، واستخدام طبقات صوته للتعبير العاطفي.
ومع ذلك، فإنها تترك انطباعًا إيجابيًا مع تناغم الكلمات واللحن، كما أنها تتماشى مع ما قدمه عمور في إصداراته السابقة، ما يجعلها إضافة سلسة ومقبولة لمسيرته دون أن تغير كثيرًا من صورة الفنان أو أسلوبه المعروف لدى الجمهور.
إلا أن الكليب نفسه والذي اتبع تقنية الذكاء الاصطناعي جاء فقيرًا قليلًا، فهذه التقنية سمحت بابتكار المشاهد بسرعة وكفاءة، لكنها لم توفر العمق البصري والدقة التي اعتاد الجمهور رؤيتها في كليبات حاتم السابقة مثل "هي" أو "معاك نتايا"، حيث كانت الهوية البصرية أكثر تفصيلاً وإتقانًا، ما يجعل تجربة المشاهدة في "بهلوان" أقل ثراءً بصريًا مقارنة بالإنتاجات التقليدية.






