أصدر الرابر جنجون أغنية جديدة بعنوان "طيري طيري" لدعم المنتخب التونسي في مشاركته الحالية ببطولة كأس الأمم الأفريقية في المغرب.
يواصل جنجون بهذا الإصدار عامًا حافلاً بالإنتاجات الفنية، حيث قدم سابقًا ألبومًا قصيرًا بعنوان "رحلة" إلى جانب أغنيات مثل "دقي بابي" و"موتة موتة" و"كليت كلات".
لحن وإيقاع فريد
تأخذ كلمات أغنية "طيري طيري" شكل الأهازيج الجماهيرية، مكونة من جمل قصيرة مقفاة ومطعمة بالمجازات والأوصاف بشكل مكثف بمديح المنتخب: "نسور قرطاج"، وذلك مع وجود للصور البصرية المؤثرة والجمل التشجيعية، يبرز ذلك في عبارات مثل: "قرطاجي وأصلي نتحدى/ تقولش نسر وعندو مخالب/ يجف عرق المريول نرجع للغالية"، بالإضافة إلى جملة الكورس الرنانة: "طيري طيري يا نسور في سماء العالية".
تخلق الأغنية حالة هتافية حالمة تنحاز بوضوح للطرف التونسي، سواء في التعبيرات المحلية الشديدة المأخوذة من الشارع أو في النمط الموسيقي المستعمل، والذي يمنح مساحة كبيرة للكورس الجماعي والتصفيقات للقيام بالتأثير الرئيسي، مقابل أداء غنائي هادئ ومسترخٍ من جنجون. يجعل هذا العامل الأغنية ملكًا للجمهور، ويغذي إحساس التماهي معها.
اعتمد الإنتاج الموسيقي للأغنية على ألحان جنجون وتوزيع ميجا بيتز، على قالب بسيط من جنرا الدريل بوب، المطعّم بلمسات الجيتار الإسباني، ثم تتداخل مع هذه المكونات التصفيق الحماسي والمزمار التونسي الشعبي المعدل بإضافة التشويش والتكرار الإيقاعي.
فيديو كليب بعين المشجع
أخرج الفيديو كليب الخاص بالأغنية سيف طرابلسي، من لقطات لحفل جنجون ضمن فعاليات البطولة، وأخرى مع الجمهور في محيط الملاعب، بالإضافة إلى مشاهد تأديته للفيرسات في أماكن عامة. كما يتضمن مقاطع من المباراة الأولى لمنتخب تونس في البطولة وأرشيف المنتخب التونسي بشكل عام من سنوات متفرقة.
تقتبس التجربة البصرية للفيديو كليب من أسلوب مدونات الفيديو الخاصة بصناع محتوى اليوتيوب، لتكتسب طابعًا شخصيًا يجرّد الرابر جنجون من نجوميته. يظهر جنجون هنا مجرد مشجع شغوف بالمنتخب التونسي، وسط غيره ممن قدموا إلى المغرب لتشجيع بلادهم.
لم ينتقِ المخرج سيف طرابلسي من أرشيف المنتخب التونسي، سواء الحديث أو القديم، اللقطات المحورية والمؤثرة في تاريخه، بل اكتفى بلقطات حماسية توضح شغف اللاعبين والجماهير باللعبة.
رأي أوّلي
يقدم جنجون في الأغنية فاصلًا موسيقيًا شاعريًا هادئًا، يتأثر بالحالة الجماهيرية العادية للجمهور، على عكس الإصدارات الترويجية الثقيلة المشحونة بإيقاعات الحشد التي تظهر في البطولات القارية الضخمة مثل كأس الأمم الأفريقية مقدمًا فارقًا واضحًا بين صنع موسيقى بغرض التأثير، وبين استلهام الحالة الجماهيرية لوضعها في قالب فني ذاتي.
يخلق جنجون مستوى متوازن من التلقي يحافظ على الهوية العنفوانية للانتماء الكروي من خلال استعمال ألفاظ مثل "أصلي محارب" و"تقولش نسر وعندو مخالب" و"يجف عرق المريول"، بالإضافة للكورس الحماسي والصفقات لكنه يدمجها مع إيقاعات لحنية منضبطة وأداء يخلو من الإنفعالية ليخلق انعكاسًا عميقًا لمضمون حب كرة القدم دون أن يقع في فخ النمطية القومية والجمل المُعلبة.
جودة هذه المساحة التجريبية تفتح له خيارات فنية جديدة يستطيع توظيفها في أعماله القادمة دون أن تكون قد استهلكت، خاصة مع اتجاهه مؤخرًا في إصدارات هذا العام للطابع النفسي والعاطفي بشكل أكبر وإيقاعات هادئة.






