رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن على صدورها، استطاعت مجموعة من الأغاني العربية أن تشق طريقها من جديد إلى عدّة قوائم بيلبورد عربية، وخاصة القائمة الرئيسية هوت 100. آخر هذه الأغاني "بحبّك وبغار" لعاصي الحلّاني التي صدرت عام 2000، ثم عادت للواجهة مؤخرًا بعد مفاجأة عاصي للانفلونسر نارين بيوتي بغناء الأغنية في حفل زفافها. وفي الأسابيع التالية وصلت الأغنية للمركز الخامس على القائمة، مؤكدة أن لأغاني بداية الألفية مكانة الخالدة لدى جمهور واسع، وأن الذاكرة الموسيقية الجماعية لا تزال تنبض بألحان تحركها النوستالجيا.
أغنية شيرين "صبري قليل" التي صدرت عام 2003، أكّدت طوال أكثر من عام مكانتها كأحد أكثر أغاني الألم العاطفي شعبيةً، خاصة مع حفاظها على موقعها على قائمة هوت 100 طوال 73 أسبوعًا متتاليًا وحتى الآن، إلى جانب العديد من أغاني شيرين الأحدث نسبيًا.
وفي المركز 43، تأتي أغنية "معقول" لفضل شاكر التي تصوّر لحظة دهشة وأسى تجاه صفحات مطوية، وتؤكد أنه بعد أكثر من عقدين على صدورها، ما زالت من أكثر أغاني الفراق التي تمسّك الجمهور بها.
أما "آه يا قلبي" لحكيم فتظهر في المرتبة 51، وقد أثبت معها أن الأغنية الشعبية قادرة على البقاء والتجدد، بالأخص بعد الدويتو الذي قدّمته بالتعاون مع المطربة الإيطالية أولجا، مما ساهم بفتح بوابة للأغنية الشعبية المصرية في مناطق مختلفة العالم.
وبشعور مختلف، تأتي "عايشالك" لإليسا من عام 2002 لتجسّد حالة رومانسية خالصة بصوتها الدافئ وأسلوبها الرقيق، حاملة بكلماتها الكثير من الشوق والتفاني.
تظهر الأغنية حاليًا بالمركز 86، وهي أحد من الأغاني التي ساهمت في ترسيخ مكانة إليسا كأيقونة رومانسية في بدايات الألفية، وتعود اليوم لتذكّرنا بأن الأغاني التي تُغنّى من القلب لا تفقد بريقها مهما مرّ الوقت.
وتضم القائمة العديد من أغاني لعمرو دياب، بداية بـ "نور العين" التي صدرت عام 1996، التي تحضر حتى اليوم في حفلاته الحية تحت طلب الجمهور. تظهر "نور العين بالقائمة في المركز الـ35، وقد أمضت 55 أسبوعًا متتاليًا، لتكون بين الأغاني العربية الأكثر استماعًا لدى الجمهور باستمرار، دون أسباب أو ترندات أو حاجة لدوافع تعيد المستمعين إليها.
أما "قمرين" الصادرة عام 1999 فظهرت في المركز 80 بهذا الأسبوع، مشيرة إلى حبّ لم يكن ضمن الحسابات، لكنه باغت قلب الشاعر.
ومن ألبومه "ليلي نهاري" الصادر عام 2004، تظهر أغنيته "قصاد عيني" بالمركز 42 في القائمة، وتحمل بين كلماتها إيمانًا قويًا بأن اللقاء سيعود مهما طالت المسافات.
وفي "وماله" التي صدرت عام 2005، يدعو الفنان المستمع للحظة دفء، والتحرر من الماضي وكل ما يعكّر صفو العلاقات حتى تحفّه الطمأنينة. فما يتعلّق بترتيبها على قائمة هوت 100 لهذا الأسبوع ، فقد حققت الأغنية المركز 90.
نختتم كلاسيكيات عمرو دياب على القائمة بـ"تملّي معاك" الصادرة عام 2000، والتي سجّلت ظهورًا مستمر على القائمة منذ إطلاقها.
كلّ من هذه الأغاني على مختلف المراكز تثبت أن عمرو دياب ملك البوب العربي وبجدارة، وأن كلًا من هذه الأغاني تحمل صوتًا استثنائيًا ساهم في تشكيل الهوية الموسيقية للحقبة.
عودة هذه الأغاني اليوم ليست محض صدفة، بل تعكس حالة من الحنين الجماعي لدى جيل الألفية الذي ما زال مرتبطًا بقوة بالأغاني التي كبر عليها، ورغبة الأجيال الجديدة في اكتشاف الأرشيف الموسيقي الغني، فيما تثبت جميع هذه الأغاني أنها ما زالت قادرة على ملامسة قلوب الناس، جيلًا بعد جيل.