أحد أبرز مواضيع عام 2025 على قوائم بيلبورد كان استمرار نجاحات عام 2024 الخارقة التي ترفض أن تختفي، أغانٍ مثل تلك التي قدّمها بينسون بون وشابوزي وتيدي سويمز الذي حطم الأرقام، لا تزال تحتل المراتب العشر الأولى بعد عام كامل من صعودها الأولي.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الماضي لا يتوقف عن التسلل إلى الحاضر، كما تشهد على ذلك نجاحات كتالوجات قديمة عادت إلى قوائم Hot 100 مثل أغاني كولدبلاي ولورد وتشارلي إكس سي إكس.
لكن المستقبل بدأ يُسمع أيضًا. فقد طرح باد باني وبلاي بوي كارتي ألبومات تجريبية واحتلّا قوائم Hot 100 بشكل واسع. كما استطاع كل من سومبر ورافين ليني أن يحوّلا نجاحهما على تيك توك إلى انتشار على منصات البث، وبدأت محطات الإذاعة باحتضانهما أيضًا، ما يجعلهما نجمين واعدين قيد التشكّل.
ورغم أن أغانيها صدرت تقنيًا قبل 2025، أثبتت دوتشي نفسها كواحدة من ألمع وأسرع المواهب صعودًا في عالم الموسيقى. في المقابل، تابعت نجمتي البوب سابرينا كاربنتر وتشابل روون الزخم الذي بدأتا به في 2024، فيما ذكّرنا النجمان الكبيران دريك وليدي غاغا بسبب شهرتهما الأصلية: الأغاني الضاربة الرائعة.
تعرفوا على أفضل 10 أغنيات من قائمة بيلبورد العالمية لأفضل 50 أغنية في عام 2025 حتى الآن، وهي الأغاني التي صدرت أو بلغت ذروتها على قوائم بيلبورد هذا العام.
ارتدوا السماعات، ولنبدأ:
10 - تيرنستايل، "Never Enough"
أول إصدارات فرقة تيرنستايل من ألبومها الجديد، والذي يحمل نفس الاسم، تكشف عن تزاوج جديد بين عناصر الـ"هاردكور" وصوتيات حالمة وجيتارات تحلّق عاليًا. كما تقدم لمحة عن جانب أكثر هشاشة في كلمات الأغاني، إذ يصرخ المغني براندون ييتس عن شخص لا يستطيع إسقاط دفاعاته، حتى في لحظات الفرح: "الأمر لا يكفي أبدًا!"، يقولها مرات ومرات. الكلمات عامة بما يكفي لأن يراها أي شخص مرآة لحالته النفسية، بينما تقدم الفرقة موسيقى تصلح للتفجّر والانكسار ثم التعافي، كل ذلك في أقل من خمس دقائق.
9- دريك، "Nokia"
هل من الممكن أن يكون الجواب على سؤال دريك "من يتصل بي؟" هو "لا أحد مهم"؟ هذا ما كان مطروحًا قبل صدور "Nokia"، بينما كان أوبري غراهام يحاول النهوض بعد خسائر مهنية قاسية إثر خلافه مع كيندريك لامار في 2024. لطالما نجا دريك من الأزمات عبر الضربات الغنائية، وكان بحاجة لضربة كبيرة هذه المرة، وحققها بالفعل مع "Nokia"، وهي أغنية ممتلئة بخطافات صوتية منذ لحظاتها الأولى، ما جعلها تترسخ في الأذهان على الفور. تمامًا مثل "Best I Ever Had" و"Hotline Bling"، بلغت الأغنية المركز الثاني، وأعادت لجمهوره تذكيرًا بنقطة بدايته الأسطورية.
8- أديسون راي، "Headphones On"
الآن بعد صدور ألبوم Addison بالكامل، يسهل فهم أن "Headphones On" كانت المفتاح الأساسي لمشروعها، بل لأسلوبها الغنائي بأكمله. فبينما كانت "Diet Pepsi" مستوحاة من لانا ديل راي، و"Aquamarine" تميل للبوب الراقص، تأتي "Headphones On" كتركيبة من المشاعر الرقيقة والحركة الغريزية. بصوت حزين تقول "أعتقد أن عليّ تقبّل الألم/ وأحتاج سيجارة كي أشعر بتحسن"، على أنغام ناعمة حيث لا يعلو شيء أكثر من صوت البايس. الأغنية استُحضرت مقارنةً بمادونا وبجورك في التسعينيات، لكنها في جوهرها تخلق مزاجًا معاصرًا تمامًا، وتجسد مسيرة أديسون راي الدرامية في عالم البوب.
7- لولا يونغ، "Messy"
هل يُفترض بنا دائمًا أن نعرف من نحن؟ أم أن الحياة مجرد رحلة مستمرة لاكتشاف الذات؟ هذه الفكرة في صميم الأغنية التي حققت نجاحًا كبيرًا وبلغت المراكز الخمسة عشر الأولى في فبراير. تنقل لولا يونغ هذا التناقض من خلال قصة علاقة عاطفية مليئة بالتقلبات، حيث تتصادم مشاعر البطلة المتخبطة مع توقعات الطرف الآخر. كلماتها تجسّد بدقة التوتر والارتباك والاضطراب النفسي الذي يصاحب محاولات فهم الذات، سواء كنا بمفردنا أو مع شريك.
6- شابيل روان، "The Giver"
منذ أن قدمتها لأول مرة في عرض SNL في نوفمبر 2024، ظل جمهور تشابل روون يطالب بإصدار "The Giver" حتى صدرت أخيرًا في مارس، محمّلة بطابع الـ"كانتري" العصري. بإيقاع راقص وكمانٍ صارخ وبانجو متمرد، تبدع روون وهي تؤدي دور المرأة الرحّالة الجذّابة، قائلة: "شباب غيري بحاجة لخريطة، أما أنا، فأغمض عينيّ وستكون ملتفًا حول إصبعي". رغم أنها لم تحقق نفس صمود أنجح أغاني ألبوم Midwest Princess، إلا أن الأغنية بلغت المركز الخامس على Hot 100 وأكدت أن روون تستطيع التألق في أي نوع موسيقي تقريبًا.
5- سابرينا كاربنتر، "Manchild"
بعد استراحة قصيرة جدًا، عادت سابرينا كاربنتر هذا الشهر بأغنية مرشحة لأن تكون "أغنية الصيف"، وتواصل عبرها طرح سؤالها المتكرر: "هل الرجال بخير؟" (إجابتها في هذه الأغنية الريفية الطريفة من إنتاج جاك أنتونوف: "مش كتير!"). تبدو الأغنية كامتداد صوتي لأغنيتها المتصدّرة "Please Please Please"، لكن هنا لم تعد سابرينا متفائلة بأن حبيبها لن يخذلها. بل أصبحت تُسلّم بأن عليها جرّ هؤلاء "الأغبياء" و"البطيئين" و"غير المجدين" معها في الحياة. وبينما تبدو حياتها العاطفية متعثرة، فإن سجلّها الموسيقي في الصيف يبدو في أوج تألقه.
4- ليدي غاغا، "Abracadabra"
رغم وجود مؤشرات عدة على عودة موسيقى "البوب في زمن الركود"، لم تُجسّد أي أغنية تلك الروح كما فعلت "Abracadabra" من ليدي غاغا، تحفتها الفوضوية التي أطلقت بها حقبة Mayhem. يبدأ ما بعد الكورَس بطابع صناعي صاخب يُصعّد التوتر الصوتي، سرعان ما تهدئه غاغا بأدائها الأنيق قبل أن تُعيد الكرّة. قد تكون كلمات الأغنية الجنونية مجرد تعويذة فعلًا، بالنظر إلى مدى تعلق جمهورها "الليتل مونسترز" بها.
3- باد باني، "DtMF"
يرى البعض أن "DT" و"MF" أصبحا متلاصقين هذه الأيام، لكن عنوان أغنية باد باني التي بلغت المركز الثاني على Hot 100 هو اختصار لاسم ألبومه الجديد Debí Tirar Más Fotos (كان عليّ أن ألتقط صورًا أكثر). تخالف الأغنية موجة من يطلبون منك ترك هاتفك لتعيش اللحظة، إذ يتمنى بينيتو لو أنه التقط مزيدًا من الصور للحظات باتت الآن ماضيًا لا يمكن استرجاعه. الأغنية المليئة بالإيقاعات العضوية والنداء والاستجابة، تقدم لنا شريحة تأملية من موسيقى الـ"بلينا" البورتوريكية، تتمازج فيها العذوبة مع الحنين في توليفة لا تُنسى.
2- دوتشي، "Denial Is a River"
هناك الكثير من المقاطع الأيقونية التي قدمتها مغنيات الراب، لكن قليلًا منها يصل إلى مستوى "Monster" لنيكي ميناج، ذلك النوع من المقاطع الذي يستطيع أي شخص دون الثلاثين ترديده بالكامل. أغنية دوتشي المميزة من مشروعها المبدع Alligator Bites Never Heal تنتمي إلى هذا النوع من الأعمال الثقافية الخالدة. ذكاء دوتشي الحاد، وأسلوبها المؤثر، وقدرتها السردية، جميعها تتألق بينما تسرد لنا كل ما مرّت به منذ أن سمعنا صوتها آخر مرة.
1- كيندريك لامار & سِزا، "Luther"
بعد عشر سنوات من تعاونهما الأول في أغنية "Babylon"، يرسّخ كيندريك لامار وسِزا مكانتهما كثنائي راب-غناء من الطراز الرفيع في أغنية "Luther" من ألبوم لامار الجديد المتصدر GNX. في هذه البالاد الساحرة، والتي تتضمّن عينات صوتية من لوثر فاندروس وشيريل لين، يتخيل الثنائي عالمًا مثاليًا لأحبّائهما تختفي فيه الآلام ويسود الحب. تتناغم أصواتهما في الكورَس بطريقة ساحرة، يتوسطها صوت لين الأصلي وهي تغني "If this world were miiine".
ترجمت القائمة الأصلية بتصرف عن موقع Billboard.com