مع بدء مداولات هيئة المحلّفين في محاكمة شون "ديدي" كومبس بتهم الابتزاز والاتجار بالبشر لأغراض جنسية، قد يتساءل البعض عن مدة السجن التي قد يواجهها في حال إدانته. والإجابة، كما يتّضح، معقّدة بعض الشيء.
هناك عدة سيناريوهات ممكنة للعقوبات التي قد تُفرض على كومبس، وذلك بحسب الطريقة التي ستحسم بها هيئة المحلّفين، التي بدأت مداولاتها السرّية صباح الإثنين (30 يونيو)، القضية.
لكل تهمة حدّ أدنى وأقصى من العقوبة. ولتعقيد الأمور أكثر، فإن الحد الأقصى لعقوبة التآمر على الابتزاز يختلف بحسب طبيعة الجرائم التي يُزعم أن كومبس ارتكبها بالتعاون مع شركائه.
فيما يلي، تستعرض بيلبورد ما قد يواجهه كومبس من عقوبات سجن في كل سيناريو محتمل:
السيناريو الأول: لا سجن على الإطلاق
أبسط احتمال هو أن تتم تبرئة كومبس من جميع التهم الموجهة إليه. في هذه الحالة، لن يُصدر بحقه أي حكم، وسيُطلق سراحه فورًا من مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة، حيث أودع منذ اعتقاله في سبتمبر 2024.
المدّعون لا يملكون سوى فرصة واحدة لمقاضاة كل تهمة جنائية، وهو مبدأ قانوني يُعرف باسم "عدم جواز المحاكمة مرتين"، ولا يمكنهم استئناف حكم البراءة. هذا يعني أن كومبس سيكون رسميًا خارج دائرة الاتهام في جميع التهم الحالية، رغم أن المدّعين على المستوى الفيدرالي أو المحلي يمكنهم توجيه تهم جديدة ومختلفة له.
السيناريو الثاني: من 15 عامًا إلى السجن المؤبد
يواجه كومبس أقسى العقوبات في حال إدانته بالاتجار الجنسي، إذ تُعتبر هذه الجريمة من الجرائم التي تُوجب حدًا أدنى إلزاميًا من السجن مدته 15 عامًا، وقد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد.
لإدانة كومبس بالاتجار الجنسي، يجب على هيئة المحلّفين أن تتيقّن بما لا يدع مجالًا للشك من أن المغني استخدم العنف أو المال أو الابتزاز لإجبار المغنية كاسي فنتورا وامرأة مجهولة تُعرف باسم "جين" على الانضمام لحفلات إكراه جنسي ينظمها، يُشار إليها باسم "فريك-أوف".
وقد وقفت فنتورا و"جين" على منصة الشهود لأيام عدة، ووصفتا بالتفصيل الانتهاكات التي تعرضتا لها، كما شاهدت هيئة المحلّفين مقطعًا مصوّرًا شهيرًا يُظهر كومبس يركل فنتورا في ممر فندق ثم يجرّها من شعرها إلى غرفة يُزعم أنه كان يستضيف فيها حفلًا.
من جهتها، دفعت هيئة الدفاع عن كومبس بأن فنتورا و"جين" كانتا "مشاركتين بإرادتهما" في تلك الممارسات، وليستا ضحيتين للاتجار الجنسي. وأشارت إلى أن العنف المنزلي الذي قد يكون وقع كان "مؤسفًا"، لكن الرسائل النصية التي تبادلتاها وتُظهر حماستهما للمشاركة في تلك الحفلات تثبت، بحسب الدفاع، أن الأمر كان برضاهما.
السيناريو الثالث: من صفر إلى 20 عامًا
هناك احتمال بأن تتم تبرئة ديدي من تهم الاتجار الجنسي، لكن تتم إدانته بتهمة الابتزاز المرتبط بجرائم مختلفة. في هذا السيناريو، قد ترى هيئة المحلّفين أن كومز أدار شبكة منظّمة وفقًا لما ينص عليه قانون "ريكو" الفيدرالي، وهو القانون الذي يُستخدم غالبًا ضد عصابات المافيا، لكن دون أن تكون الجرائم المرتكبة مرتبطة بالحفلات.
ومن بين الجرائم المحتملة التي يمكن أن تستند إليها هيئة المحلّفين لإدانة كومبس بموجب "ريكو" دون الاتجار الجنسي: الرشوة، وتجارة الممنوعات، والحرق المتعمد. والأخيرة تتعلق بادعاءات تفيد بأن كومبس أضرم النار في سيارة المغني كيد كودي عام 2012 عندما كان يواعد فنتورا.
في هذه الحالة، لا يخضع كومبس لأي عقوبة إلزامية دنيا، لكن قد يُحكم عليه بالسجن حتى 20 عامًا كحد أقصى. وينطبق نفس النطاق الزمني للعقوبة إذا تمّت تبرئته من تهمتي الاتجار الجنسي و"ريكو"، لكنه أُدين بالتهمتين المتعلقتين بنقل نساء بين الولايات إلى حفلات الإكراه التي ينظمها.
السيناريو الرابع: من صفر إلى 40 عامًا
هذا السيناريو يُحتسب رياضيًا فقط: إذا بُرّئ كومبس من الاتجار الجنسي، لكنه أُدين بتهمتي "ريكو" ونقل نساء بين الولايات، فستُجمع العقوبتان المحتملتان (صفر إلى 20 عامًا لكل تهمة)، لتصل إلى عقوبة إجمالية محتملة من صفر إلى 40 عامًا. ومرة أخرى، لا توجد عقوبة دنيا إلزامية في هذه الحالة.
التحفّظ واجب
من المهم التذكير بأن الحدود القصوى للعقوبات تبقى مجرد حدود. ففي كثير من الحالات، لا يفرض القضاة العقوبة القصوى، إذ يملكون صلاحية واسعة في تحديد الحكم المناسب.
يعتمد القضاة عادة على ما يُعرف بـ "الإرشادات" في إصدار الأحكام، وهي نطاقات عقابية غير ملزمة تقترحها دائرة المراقبة الفيدرالية، تأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل خطورة الجريمة والسجل الإجرامي للمتهم. وإذا أُدين كومز، فستبدأ عملية تمتد لأشهر يُجري خلالها مقابلات مع دائرة المراقبة، وتُمنح كل من النيابة والدفاع فرصة لإبداء الرأي قبل النطق بالحكم.
ترجمت المقالة الأصلية لرايتشل شارف بتصرف عن موقع Billboard.com