أحيت بيسان إسماعيل حفلها الحي الأول في لبنان الأسبوع الماضي، وسط حضور جماهيري كبير وأجواء صاخبة، لتضع نفسها أمام أول اختبار حقيقي على خشبة المسرح.
بين التصفيق الحار من جمهورها، والملاحظات النقدية التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل، انقسمت الآراء حول أدائها بين من اعتبره خطوة جريئة في بداية مسيرتها الغنائية، ومن رأى أن التجربة كشفت عن حاجة لمزيد من التدريب قبل مواجهة الجمهور. ووصلت الانقسامات إلى فريق بيلبورد عربية أيضًا:
محمود عرابي
حققت بيسان إسماعيل نجاحات ملحوظة في المشهد الموسيقي، لدرجة تصدرها قائمة بيلبورد عربية الرئيسية هوت 100 مع أغنية "خطية" بالاشتراك مع فؤاد جنيد، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها كانت جاهزة أو مهيأة لتجربة الأداء المباشر على المسرح أمام الجمهور. فالفرق شاسع بين إنتاج الأعمال الموسيقية في بيئة الاستوديو المحكومة وبين الغناء الحي.
الغناء المباشر مهارة مختلفة كليًا، تتطلب خبرة إضافية تتجاوز مجرد الأداء الصوتي. من إدارة التوتر، والتفاعل الفوري مع ردود أفعال الحضور، للتحكم في التنفس والإلقاء تحت الضغط، بالإضافة لعشرات التحديات التقنية التي قد تترك أحيانًا حتى نجوم الصف الأول في حالة إحباط. وقد كان الأحرى ببيسان أن تأخذ وقتها في التدريب الموسيقي الكافي قبل أن تسارع لإحياء حفل جماهيري، خصوصًا إذا قررت التركيز على مسيرة الغناء، هي التي صعدت للشهرة طوال عشرة أعوام كيوتيوبر ومؤثرة.
عمر بقبوق
شاهدت الفيديوهات وقرأت التعليقات عن حفل بيسان إسماعيل الأول في بيروت، وأعتقد أن هناك بعض التحامل عليها.
نعم تخلل أداء بيسان بعض اللحظات السيئة، ولكن الحفلة ككل لم تكن بالرداءة التي تصورها التعليقات، ويمكن اعتبار ما قدمته بيسان مقبولًا كتجربة أولى؛ فيجب ألا ننسى أن هذه كانت أول مرة تواجه فيها بيسان جمهورًا في حفل مباشر! رهبة المسرح قد تؤثر حتى على المغنين المخضرمين، فكيف بالنسبة لفنانة تخوض تجربتها الأولى، وتختبر لأول مرة الأداء وسط الحشود التي تشارك بغناء الأغاني وتهتف بصوتٍ عالي؟
ويجدر الإشارة إلى أن بيسان اسماعيل ليست أول فنانة شابة تمر بهذا التحدي، وتواجه انتقادات حادة تصل إلى حد التشكيك بموهبتها بعد أول ظهور على المسرح، فمعظم نجوم الجيل الجديد يواجهون تحديات مُشابهة.. أذكر جيدًا أن التعليقات بعد حفل سيلاوي الأول كانت شديدة القسوة أيضًا. لذا يمكن اعتبار أن ما حدث هو أزمة جيل فني كامل؛ جيل بدأ بممارسة الموسيقى من خلف الشاشات وعبر منصات مفتوحة على الإنترنت، ولم يعِش تجارب شبيهة بالأجيال السابقة، حين كانت الحفلات في الأفراح الشعبية وتجمعات الشباب تسبق النجومية والإصدارات الموسيقية؛ فمعظم نجوم الجيل الجديد لم يكتسبوا خبرات كهذه.
الحفل الأول لأي فنان هو محطة اختبار وتعلم، لا حكم نهائي على مسيرته. بيسان إسماعيل ما زالت في بداية الطريق، وكل التجارب التي تخوضها، سواء نجحت أو تعثرت فيها، ستشكل خبرتها وصوتها وشخصيتها الفنية. ومن الظلم أن نختزل كل هذه المسيرة والنجاحات في ليلة واحدة لم تكن مثالية، لفتاة لاتزال في الثانية والعشرين من عمرها.
*مع أم ضد زاوية خاصة، يختار فيها نقاد من فريق بيلبورد عربية إصدارًا أو موضوعًا فنيًا انقسمت آراؤهم حوله، بين من أحبه ومن لم يقتنع به، ليحلله كل منهم حسب رأيه الخاص، لأن الفن فيه جانب ذاتي، يتأثر بالذائقة الشخصية، ولا يمكن الإجماع عليه.