يواصل فضل شاكر تعزيز حضوره الفني خلال الأشهر الأخيرة، مدعومًا بإصدارات غنائية بارزة، من بينها "صحاك الشوق"التي شكّلت أول تعاون له مع شركة بنشمارك، ودخلت مباشرة هذا الأسبوع قائمة هوت 100 في المركز الرابع.
وبعد أقل من أسبوعين، قدّم فضل شاكر أغنية جديدة بعنوان "روح البحر"، في ثاني تعاون له مع الشركة نفسها. جاءت بكلمات وألحان الشاعرة جمانة جمال، التي سبق أن جمعته بها نجاحات عدّة منها أغنية "أحلى رسمة". هذا التعاون يعزز ما يشبه الثنائية، أو يمكننا القول الثلاثية مع الموزع حسام صعبي.
لكن التوزيع هذه المرة حمل توقيع زاف، الذي كان قد عمل مع شاكر سابقًا على الموسيقى التصويرية لوثائقي "يا غايب" المخصص لمسيرته. وكان زاف قد صرّح في حديث خاص مع بيلبورد عربية أنّه يشارك كموزع في أكثر من مشروع مقبل مع فضل، من بينها على الأرجح "روح البحر".
فضل شاكر يعبر عن اشتياقه للبحر
تنتمي "روح البحر" إلى النمط الذي يجيده فضل شاكر، أي السهل الممتنع حيث البساطة في الكلمات تقابلها قوة في الإحساس. تعكس الأغنية شوقه للبحر وكأن الفكرة انطلقت من تجربته الشخصية، قبل أن تحوّلها جمانة جمال إلى نص ملهم.
أما الفيديو كليب فجاء بتوقيع فاطمة شحادة، مخرجة الوثائقي نفسه، وظهر فيه فضل وسط ديكور مبهج بألوان زاهية، يغني للحب والحنين للبحر والحبيبة، بينما تتخلله لقطات طبيعية ومشاهد بحرية تزيد من طابع النوستالجيا.
منذ اللحظات الأولى، ينقل المستمع إلى أجواء البحر، ليس فقط عبر الكلمات بل أيضًا من خلال التوزيع الموسيقي الشرقي الذي يرتكز على العود والوتريات، مضفيًا على الأغنية دفئًا كلاسيكيًا يضاعف إحساس الحنين.
حكم أولي
على الرغم من دفء أداء فضل شاكر، إلا أنّ "روح البحر" بدت أقل مستوى نسبيًا مقارنة بإصداراته الأخيرة. فالكلمات جاءت بسيطة إلى حد افتقارها للعمق، فيما أثّر غياب لمسة حسام صعبي في التوزيع على الانطباع العام.
كما أنّ بعض المقاطع طغى فيها صوت الموسيقى على صوت فضل، ما خفّف من تأثير إحساسه، رغم أنّ الفواصل الموسيقية حافظت على جاذبية سمعية واضحة. بينما تبقى "صحاك الشوق" أكثر تماسكًا وقوة، سواء على مستوى الكلمات أو التوزيع أو حتى الأداء.
ورغم الملاحظات، يظل فضل شاكر حاضرًا بقوة من خلال كثافة إصداراته الأخيرة، مؤكّدًا أن الجمهور ما زال يتعطّش لصوته وينتظره بشغف. ففي زمن تتبدّل فيه الأذواق سريعًا، يثبت شاكر أن له مساحة لا يملؤها سواه.