نقلت العديد من المصادر خبر انتهاء مدة التعاقد بين الفنان بهاء سلطان وشركة روتانا بعد تعاونٍ دام أكثر من عامين، قدّم خلالهما ألبومين قصيرين وعددًا من الأغاني المنفردة. وجاء ألبوم "رسيني"، الذي صدر في أبريل الماضي وضم خمس أغنيات، كآخر إنتاج رسمي ضمن هذا التعاقد. فهل كانت هذه نهاية مرحلة أم بداية لتحوّل جديد في مسيرته؟
رغم غيابه عن المشهد الإعلامي وندرة ظهوره في المقابلات، حافظ بهاء سلطان على حضور كاسح في ساحة البوب، حيث بقي ضمن قائمة بيلبورد عربية 100 فنان لمدة 80 أسبوعًا متواصلة، أمضى معظمها ضمن المراتب العشر الأولى. نجاحٌ يتحقق من دون حملات دعائية ضخمة، ولا ضوضاء إعلامية، بل بفضل صوته وخياراته الفنية وحدها.
بهاء سلطان المعروف بخجله وهدوئه، هو نموذج نادر للفنان الذي يحقق الكثير بالقليل ويُعتبر مكسبًا حقيقيًا لأي شركة إنتاج تبحث عن فنان يمتلك قاعدة جماهيرية وفية، وحضورًا متجدّدًا.
من البداية حكاية بهاء مع نصر محروس
انطلقت مسيرة بهاء أواخر التسعينيات تحت رعاية المنتج نصر محروس وشركته فري ميوزك، حين شارك بأغنية "احلف" ضمن ألبوم "فري ميكس 1"، قبل أن يطلق ألبومه الأول "ياللي ماشي" عام 1999، والذي حققت منه أغنية "يا ترى" نجاحًا شعبيًا كبيرًا.
وطوال سنوات تعاونه مع فري ميوزيك التي تمتد لـ 23 عامًا أصدر بهاء 6 ألبومات فقط، فعقد الاحتكار مع نصر محروس أدى إلى خلافات بينهما وتسبب في تعطيل مسيرة بهاء لسنوات طويلة. دام هذا التوقف لأكثر من سبع سنوات حتى تم التوصل إلى تسوية ودية بعد تدخل كثير من الفنانين والإعلاميين، ويصدر بهاء لاحقًا ألبوم "سيجارة" في عام 2022 ليكون آخر أعماله تحت مظلة فري ميوزيك.
صفحة جديدة مع روتانا
انتقل بهاء سلطان بعدها إلى شركة روتانا وافتتح هذه المرحلة بأغنية "دلوقتي عجباكوا" من كلمات منة القيعي وألحان عزيز الشافعي، والتي تجاوزت 10 ملايين مشاهدة على يوتيوب. تلاها عدد من الأغنيات المنفردة، إلى جانب ألبومين قصيرين هما "كأنك مسكن" و"رسيني".
ومع روتانا، حصل بهاء على فرص أوسع للظهور من خلال أغنيات أفلام ومسلسلات مثل "براحة يا شيخة" من فيلم المطاريد (2023)، و"أنا من غيرك" من فيلم الهوى سلطان (2024)، و"صحبي يا صحبي" من مسلسل ولاد الشمس في رمضان الفائت. وقد أنتجت هذه الأعمال بالتعاون مع Sony Music، وجميعها كانت هيتات اكتسحت قوائم بيلبورد عربية ووصلت مراكز الصدارة في بعض الأسابيع.
ما الخيارات المتاحة أمام بهاء سلطان الآن؟
اليوم، يقف بهاء سلطان على مفترق طرق وأمامه عدة خيارات مطروحة. من جهة، قد يختار التعاقد رسميًا مع شركة سوني ميوزك بفرعها في العالم العربي، كونها فرع لشركة عالمية كبرى لها اسمها، خاصة بعد النجاحات اللافتة التي حققها معهم أغنيات الأفلام والمسلسلات. ومن جهة أخرى قد يقرر تجديد تعاقده مع روتانا التي توسع مؤخرا حضورها في السوق المصري والعربي من خلال ضم عدد من الأسماء الكبيرة مثل محمد منير وأحمد سعد وحميد الشاعري، ووائل جسار.
الخيار الثالث -وربما الأكثر تحررًا- هو أن يخوض بهاء تجربة الإنتاج الذاتي على غرار فنانين كُثر اختاروا الاستقلال الفني بعد عقود من النشاط، مثل إليسا وتامر عاشور وناصيف زيتون ورامي جمال. حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يُعلن بهاء سلطان عن وجهته القادمة، لكننا متأكدون أنه أينما ذهب، جمهوره سيتبعه.