أقيمت جلسة "صنع في مصر، سُمع في العالم" ضمن فعاليات حدث سبوتيفاي الخاص بتقرير "Loud & Clear" الي يستعرض نسب وأرقام السوق الموسيقي المصري بالداخل والخارج و عائدات البث، ويتناول الصعود القوي للموسيقى المستقلة مثل المهرجانات والهيب هوب ونموهما الملفت للنظر في السنوات الأخيرة.
أدار الجلسة المدير العام لبيلبورد عربية رامي زيدان، بحضور الفنان أمير عيد و محمد جابر، مؤسس شركة جاما ميوزيك ونائب رئيس مجموعة مزيكا، ومارك ابو جودة، رئيس الموسيقى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان في سبوتيفاي.
أولوية الفن عند الفنان : كُن ممتع لا مُسلي
افتتح أمير عيد النقاش بالتأكيد على أهمية تركيز الفنان على فنه في المرحلة الإبداعية، وعدم التفكير في كيفية انتشار هذا الفن، أو كيفية التسويق له، لأن ذلك سيحول الفنان لماركة تجارية تبحث عن صنع محتوى فقط للبيع وتحقيق الأرقام، وهو ما قد يعيش لمدة قصيرة فقط، لكنه لا يبقى.
ووصف عيد علاقة الفنان بفنه بصورة أوضح: "الفنان لازم يكون مصدق جدًا اللي بيقوله، وعنده حاجة ملحة للي بيقوله"، موضحًا أن العالمية تأتي دائمًا من التركيز على الموسيقى المحلية والحقيقية والمعبرة عن بيئتها، مثل الشاب خالد وموسيقى الراي، موضحًا أن غرض فرقة كاريوكي عند تأسيسها لم يكن لمخاطبة المتحدثين بلغات أخرى أو غير العرب، ولذلك لا يشاركون في المهرجانات الموسيقية متعددة الجنسيات والتي تضم فرق من كل بلاد العالم، لأنه شخصيًا لا يرى أن الآخر، خاصة دول العالم الأول، تهتم بالثقافة العربية بل تراها مجرد شيء غرائبي مثير للفضول.
يوضح أمير أيضًا أن معظم جمهور الحفلات الخارجية بأوروبا والولايات المتحدة من الجاليات المصرية والعربية بتلك الدول، وهي جولات مرهقة للغاية، وتحمل طابع استهلاكي يعتمد على سرعة التنقل من مدينة لمدينة أو من بلد لبلد لأغراض انتاجية ومالية؛ ولكنها لا زالت تجربة مختلفة.
وفيما يتعلق بالأرقام، قال إنه لا يتابعها تفصيليًا، بل يركّز على سؤال واحد: "متى يسمعني الجمهور؟ وبأي غرض؟" وأضاف أنه يهتم بمعرفة إن كان الناس يستمعون إلى موسيقاه في أوقات العمل أم العطلات، بغرض التسلية أم المتعة. فهدفه أن يكون "ممتعًا لا مُسليًا"، على حد تعبيره، وأشار إلى أنه أقام ذات مرة حفلًا في نفس توقيت مباراة الأهلي والزمالك، لاختبار مدى ارتباط الجمهور بالفن في مواجهة حدث رياضي مهم. كما عبّر عن رغبته بإقامة حفل في المكسيك أو إحدى دول إفريقيا أمام جمهور لا يعرفه تمامًا، لاختبار تفاعلهم مع موسيقى "كايروكي".
فسر عيد اكتساح الموسيقى المصرية لنسب الاستماع في مصر بأن "المصري عنده ولاء كبير للمنتج المحلي، ولو في ماتش لبرشلونة ولا ريال مدريد، وفي نفس الوقت ماتش للأهلي الناس هتشوف ماتش الأهلي".
فِنّ واترك الباقي لي، لكن كن واضحًا وطموحًا
من جانبه، قدّم محمد جابر رؤيته من منظور الإنتاج الموسيقي، مؤكدًا أن دور شركة الإنتاج هو دعم الفنان في نشر موسيقاه والوصول بها إلى أوسع جمهور ممكن، بينما يركّز الفنان على إبداعه فقط.
وشبه دور المنتج الفني بدور المعالج النفسي الذي يجب عليه اختيار الوقت المناسب للحديث مع الفنان حول المشروع الموسيقي من جانب فني، والوقت المناسب للحديث بلغة الأرقام ونسب الاستماع، والوقت المناسب للحديث بلغة الماديات. وذكر أن التحدي الأصعب في عمله هو مرحلة ما بعد النجاح الكبير لأحد فنانيه، لأنها مشكلة يمر بها هو شخصيًا أحيانًا: "ازاي اقنع حد أغنيته معدية السبعميت مليون فيو / مشاهدة بحاجة جديدة في اللي جاي، إيه المرحلة اللي بعدها"، لأن النجاح يحتاج دائمًا للمواصلة، والبقاء على أهبة الإستعداد لإقتناص أي فرص جديدة.
بالنسبة لتصميم الحفلات والأداء الحي للفنانين وضح جابر أن وجود مفهوم واضح لدى الفنان أو شكل مبدأي لما يريد تصدير نفسه به يساعد المنتج أو المنفذ للعرض الحي على الوصول لأفضل تصور نهائي لعرضه؛ ضاربًا مثل بـ "أقوى حفلة في مصر" التي نظمتها شركة مزيكا لمحمد رمضان؛ فحينما طرح رمضان فكرة محددة، استطاع المُنتج أن يوفر له ما يخدمها من سيارات على خشبة المسرح، وراقصين ومؤدين.
الأرقام والمعلومات في خدمة جميع أطراف الصناعة
أوضح مارك أبو جودة بشكل سريع ومكثف كيفية عمل الفريق المحلي لشركة سبوتيفاي "نحنا عندنا التيم المحلي بينقسم لقسمين، القسم التحريري بيتعامل مع التفاصيل والمعلومات اللي بتتجمع من نشاط المستهلكين وفريق العلاقات العامة مع الفنانين اللي بيتواصل مع الفنان عشان يقدر يوصل التصور اللي عايز يصدره عن موسيقاع" وأضاف أن الفريقان يعملان معًا لتقديم قوائم تشغيل تعكس بصدق اتجاهات السوق المصري والأنماط الموسيقية الرائجة فيه، بما يضمن تمثيلًا حقيقيًا للجُنرات المختلفة.