تستعد مدينة الدار البيضاء لاحتضان الدورة 23 من مهرجان البولفار (L’Boulevard)، أقدم مهرجان موسيقي متنوع في المغرب، والمقرر انطلاقته مساء 18 سبتمبر/أيلول على مدى أربعة أيام متتالية.
يقام مهرجان البولفار (L'Boulevard) سنويًا في المغرب، ويُعتبر من أبرز الفعاليات الثقافية في البلاد. انطلقت أولى دوراته في عام 1999، وكان يهدف في البداية إلى تقديم منصة لفرق الميتال المغربية. ومع مرور الوقت، توسع المهرجان ليشمل أنواعًا موسيقية متنوعة مثل الهيب هوب والروك والفيوجن والموسيقى الإلكترونية، مما جعله حدثًا موسيقيًا متعدد الأنماط يجذب جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار والاهتمامات.
أربعة أيام مليئة بالعروض الحيّة
تشهد نسخة هذا العام من المهرجان فعاليات استثنائية تمتد لأول مرة على أربعة أيام، حيث تُقدم أكثر من 34 حفلاً موزعة على ثلاثة تصنيفات موسيقية رئيسية، وفق ما كشفه هشام باحو، أحد مؤسسي المهرجان في حديثه مع بيلبورد عربية.
تنطلق الفعاليات بحفلات الهيب هوب، التي تضم أربعة عروض رئيسية لكل من حاري ولون إلى الرابر مهدي بلاك وايند وماد، إلى جانب عروض دي جي ديفسكيلز. أما اليوم الثاني فيشهد حفلات الفيوجن بمشاركة الموسيقي عصام إلياس من المشهد الفلسطيني، ونجم البلوز النيجيري بومبينو، والمطربة سكينة فحصي، نجمة الفولك المغربي والعيطة.
ويحتوي البرنامج أيضًا على حفل استثنائي بعنوان "ازمز Azmz"، أي "الزمن" بالأمازيغية، يجمع بين فرقة أحواش بنات اللوز من تافراوت وفرقة راسكاس للموسيقى الإلكترونية.
أما اليوم الثالث، فهو مخصص لحفلات فرق الميتال والروك، بمشاركة الفرقة الفرنسية كورود وفرقة البلاك ميتال المغربية باجان أولفر، إلى جانب احتفالية خاصة بعنوان "Moroccan Tribute to Death" لفرقة ديث العالمية تُقدَّم بأسلوب مغربي، ويختتم اليوم بحفل الفرقة السويدية كاتاتونيا.
يسدل المهرجان الستار على نسخته الثالثة والعشرين في اليوم الرابع بخمس حفلات، تبدأ بفرقة الفولك الأمازيغي تاسوتا نيمال، وفرقة الأفريكان إلكترو المغربية-الفرنسية زار إلكتريك، ونجم موسيقى الغناوة سعد تيولي، وصولًا إلى عرضين عالميين لفرقة الجيبسي فولك بانك من هنغاريا "بوهيميان بيتياريس"، وختامًا بحفل نجم الريغي العالمي كوين أوميجا من ترينيداد وتوباغو.
البولفار منصة للمواهب الصاعدة والمسابقات الموسيقية
كشف هشام باحو في حديثه الخاص مع بيلبورد عربية أن "مهرجان البولفار ينبثق من جمعية البولفار Eac- L'Boulevard، وهو كيان فني ثقافي يتكون من أربعة كيانات أساسية، منها مهرجانا الجرافيتي 'جدار' بالرباط و'صباغة باغة' في الدار البيضاء، بالإضافة إلى مركز الفنون 'بولتيك Boulteik'".
على مدار السنوات، أصبح مهرجان البولفار منصة رئيسية لاكتشاف المواهب الصاعدة، من خلال مسابقة تُعرف باسم "تريمبلين" (Tremplin)، تتيح للفرق الشابة عرض أعمالها أمام جمهور واسع والحصول على فرص للتطوير المهني.
وبالتزامن مع الاحتفال بربع قرن على تأسيس المهرجان هذا العام، تم اختيار 15 عرضًا من مشاريع الفرق الغنائية الصاعدة للتنافس رسميًا في مسابقة المهرجان، حيث يحصل المركزان الأول والثاني في كل تصنيف على جوائز مالية وأسبوع كامل من التدريب الاحترافي.
من بدايات صغيرة إلى منصة متنوعة للأسماء البارزة
انطلقت رحلة مهرجان البولفار بفكرة تقديم مساحة فنية لفرق الميتال المغربية، عبر توفير مكان للبروفات وإقامة الحفلات الموسيقية. وقد أقيمت النسخة الأولى عام 1999 في قاعة صغيرة بالدار البيضاء تتسع لـ400 شخص فقط. ومع مرور السنوات، توسع المهرجان تدريجيًا ليشمل تنوعًا موسيقيًا أوسع، فبعد أن ركز في بداياته على فرق الميتال والروك، أصبح يحتضن أيضًا الهيب هوب، الغناوة، الفيوجن، والموسيقى الإلكترونية.
يتم اختيار عدد محدد من الفرق سنويًا من بين عشرات المرشحين عبر لجنة تحكيم متخصصة، لتقديم عروضها أمام الجمهور قبل العروض الرئيسية، بهدف دعم وتشجيع المواهب الصاعدة.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهها المهرجان، بما في ذلك فترات التوقف بسبب جائحة كوفيد-19، استمر البولفار في تقديم فعالياته بنجاح. بعد توقف دام عامين عاد مهرجان البولفار في نسخته الـ20 عام 2022، ليحتفل بمرور 20 عامًا على انطلاقه. وشارك في هذه النسخة أسماء بارزة من المشهد مثل إل غراندي طوطو وختك ولمورفين.