قليلة هي الفرق الرياضية في تونس التي أتمت المئة سنة منذ تأسيسها. الترجي الرياضي التونسي، والنادي الإفريقي، ومؤخرًا النجم الرياضي الساحلي الذي احتفل بمئويته عبر نشيد رسمي نزل على منصات السماع.. بطابع من الفخامة.
فاجأ الإصدار الأوساط الرياضية التي تعوّدت على أهازيج الألتراس التحميسية والمتحيّزة لفرقها، بالرغم من النقلة النوعية التي شهدناها مؤخرًا مع تغيّر ثيمات الغناء بابتعاد بعضها عن المشاحنات.
اتّخذ النشيد الرسمي الجديد للنجم الساحلي الذي نزل عن الصفحة الرسمية للنادي شكلًا كلاسيكيًا للمرة الأولى.
يجمع النشيد بين الحماسة والتمجيد، في بأسلوب يشبه إيقاعات الموسيقى العسكرية وأناشيد الحروب، ويستحضر أجواء ألتراس النجم المتحفّز دومًا في المباريات، مع الحفاظ على ثيمة نصّيّة أساسية قوامها الروح الوطنية وتمجيد المقاومة ضد الاستعمار.
تستحضر المقدمة الصوتية ملامح من افتتاحية الحركة الثالثة للسمفونية الثالثة لبراهمس وتيار الرومنطيقية الألمانية. تبدأ بحركة وتريات بطيئة تحوم خلفها حزمة من الأصوات المحيطة التي تتعالى تدريجيًا لتنكشف عن كورال رجالي. نصل بعدها إلى الذروة مع مقطع "جمهور بالصوت يفديك للموت". ينتقل إثرها الكورال إلى طبقة منخفضة للأداء وتسوده نبرة اللّين والتضرّع: "انت في العين وغرام سنين غالية علينا".
تأسس النجم الساحلي في حقبة الاستعمار الفرنسي سنة 1925 في مدينة سوسة التي شهدت وقتها تنوعًا إثنيًا ثريًا من مالطيين وإيطاليين وفرنسيين. اختار المؤسسون التسمية نسبةً إلى "الساحل" والتي تشمل ولايات سوسة والمنستير والمهدية، وتبنّوا شعار النجمة للتأكيد على هوية عربية إسلامية في قلب الصراع الدّامي ضد الاستعمار.
عرف الفريق انتصارات ملحمية في تاريخه أهمها التتويج برابطة الأبطال الإفريقية في القاهرة أمام الأهلي المصري سنة 2007 إضافة إلى الألقاب المحلية، وصدًّر العديد من اللاعبين الأيقونيين الذين برزوا في مسيرتهم الاحترافية بالخارج ومع المنتخب الوطني التونسي.