تصاعدت الأزمة بين شون كومبس (ديدي) ومنصة نتفليكس بعد ساعات فقط من بدء عرض السلسلة الوثائقية "Sean Combs: The Reckoning"، حيث وجّه محامو النجم الأميركي خطابًا رسميًا يطالب بوقف بث العمل فورًا، متهمين المنصة باستخدام "مواد مصوّرة مسروقة لم يُصرَّح مطلقًا بنشرها"، ضمن ما وصفوه بأنه "هجوم تشهيري مخزٍ" يستهدف موكلهم.
وجاء هذا التحرك القانوني الحاد في الليلة الأولى لعرض الوثائقي الذي أنتجه منافس ديدي، مغني الراب الشهير 50 سنت، ويسلّط العمل الضوء على مسيرة ديدي والاتهامات الثقيلة التي قادته إلى السجن في يوليو الماضي.
فلاش باك: كيف بدأت العاصفة؟
بالرغم من أن السجال بدا مفاجئًا للمتابعين، فإن جذوره تعود إلى عام 2023، حين بدأت نتفليكس مفاوضات أولية مع ديدي لإنتاج وثائقي شخصي يستخدم أرشيفه الضخم من المقاطع التي كان يصوّرها لنفسه طوال سنوات. غير أن المشروع لم يكتمل بسبب خلافات حول حقول الملكية والتحكم الإبداعي بهذه الفيديوهات.
أمّا اليوم فقد أكد فريق ديدي القانوني أن بعض تلك المواد، أو ما يشبهها، ظهرت داخل الوثائقي الجديد دون أي تفويض أو نقل ملكية واضح، فيما يذهب الخطاب القانوني إلى أبعد من ذلك، زاعمًا أن المحتوى يشمل لقطات من اجتماعات خاصة مع محاميه، وهو ما يعدّ في القانون الأميركي "مادة محمية لا يجوز استخدامها تحت أي ظرف".
رد نتفليكس وصنّاع العمل: حصلنا على الحقوق بشكل قانوني
في المقابل، ردت نتفليكس ببيان مقتضب أكدت فيه أن جميع اللقطات الواردة في السلسلة تم الحصول عليها قانونيًا، وأن السلسلة الجديدة ليست مشروعًا انتقاميًا بل تحقيقًا وثائقيًا يستند إلى شهادات ووثائق ذات صلة بالقضايا العامة.
وصرّحت المخرجة ألكسندريا ستيبلتون أن فريقها "امتلك الحقوق اللازمة، وتواصل مرارًا مع محامي ديدي لإشراكه في السلسلة، من دون تلقي أي رد".
أما 50 سنت، منتج السلسلة، فقد اكتفى بالتلميح بأن الوثائقي "فرصة للضحايا كي يتحدثوا"، في إشارة إلى الاتهامات التي لاحقت ديدي خلال السنوات الأخيرة.
السلسلة: رحلة من الصعود الأسطوري إلى السقوط المدوي
يتناول الوثائقي المؤلف من أربع أجزاء مسيرة ديدي منذ تأسيسه شركة Bad Boy Entertainment وصعوده السريع في صناعة الموسيقى الأميركية، مرورًا بعلاقاته المتشابكة مع النجوم، وصولًا إلى القضايا التي انتهت بإدانته في يوليو 2025 بتهم تتعلق بنقل أشخاص لأغراض الدعارة، والتي حُكم فيها عليه بالسجن لأكثر من أربع سنوات.
كما يتضمن العمل شهادات من موظفين سابقين وشركاء عمل، بالإضافة إلى مقاطع تُعرض لأول مرة، بينها ما يقول دفاع ديدي إنها "لقطات خاصة للغاية كان يفترض أن تبقى سرية".
معركة تتجاوز الوثائقي: خلاف على الرواية ومن يملكها
لم يعد الصراع بين ديدي ونتفليكس خلافًا تقنيًا حول حقوق استخدام اللقطات، بل معركة على من يملك رواية قصة السقوط؛ فبينما يسعى ديدي لحماية ما تبقى من صورته العامة وبناء دفاعه القانوني، تؤكد المنصة أن دورها هو تقديم "صورة كاملة" للقضية التي شغلت الرأي العام الأميركي.
في المقابل، يواصل فريق ديدي التهديد باتخاذ إجراءات قانونية قد تشمل دعوى شاملة ضد نتفليكس و50 سنت، في حال استمرار عرض الوثائقي وعدم التوصل إلى حل.
في ظل تمسّك الطرفين بمواقفهما، يبدو أن الأزمة مرشّحة للتصعيد خلال الأيام المقبلة. وبينما يحقق الوثائقي نسب مشاهدة عالية منذ لحظة إطلاقه، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح ديدي في إيقاف العمل أو تعديل مساره؟ أم أن محاولته الأخيرة للسيطرة على صورته ستضيع في زحمة الروايات المتصارعة؟






