نشرت الفنانة زينة عماد مؤخرًا الجزء الأول من ألبومها "مجرد هم" الذي يضم 4 أغاني. واحدة فقط بينهم باللهجة المصرية بينما الأغاني الأخرى باللهجة الخليجية. ورغم ابتعادها خلال الفترة الماضية عن الإصدارات الجديدة باستثناء بعض الأعمال الوطنية، لم تنقطع عن جمهورها تمامًا، إذ أبقت على عدد من الحفلات الغنائية آخرها مشاركتها في مهرجان ساوند ستورم بالرياض في ديسمبر الجاري.
تُعد زينة واحدة من الأصوات الصاعدة في المشهد الخليجي. عرفها الجمهور من خلال الكوفرات مثل "ميدلي أغنيات حماقي" الذي حقق أكثر من 260 مليون مشاهدة على يوتيوب، ولفت الأنظار إلى خامة صوتها وحضورها اللافت.
ولم يتوقف الأمر عند حدود الانتشار الرقمي بل تُوج بمشاركتها محمد حماقي المسرح خلال حفله بجدة عام 2021، حيث قدمت الميدلي ذاته في لحظة أكدت انتقالها من فضاء المنصات إلى المسارح الكبرى.
زينة تواسي بصوتها في "مجرد هم"
اختارت زينة عنوان "مجرد هم" ليكون اسم أول ألبوم طويل في مسيرتها، طرحت الجزء الأول منه على أن يصدر الجزء الثاني قريبًا.
حملت الأغنية الرئيسية الاسم ذاته وهي من كلمات ضي وألحان سهم الذي تولى الإشراف الفني على الألبوم، فيما جاء التوزيع الموسيقي بتوقيع جلال الحمداوي.
تدور الأغنية في إطار إنساني بعيد عن القوالب العاطفية التقليدية. تقدم خطابًا قائمًا على الاحتواء والدعم غير المشروط، فهي رسالة طمأنة مباشرة تخاطب فيها المستمع بعبارات بسيطة لكنها مؤثرة مثل "مجرد هم/ لا تهتم/ مجرد همّ".
تقلل من وطأة الألم دون إنكاره، مؤكدة أن هذا الهم مؤقت وقابل للزوال، وأن هناك من يقف بجانبك ليحمل عنك بعضا من ثقله.
لحن وتوزيع يناسب خامة الصوت
على صعيد اللحن يبدأ العمل بهدوء أشبه بالهمس. مواساة لا تحتمل الصخب، بل تحتاج إلى رقة ولمسة إنسانية خفيفة. يتدرج اللحن ليواكب أداء زينة، حيث ترتفع الطبقات الصوتية تدريجيًا في النصف الثاني من الأغنية، لتجسد تطور الحالة الشعورية للنص.
أما التوزيع يميل إلى الروح الغربية مع حضور واضح للوتريات لتمنح الأغنية دفئها الأساسي، قبل أن يبرز الجيتار الإلكتروني في ختام العمل مضيفًا لمسة معاصرة تكمل الحالة العامة للأغنية.
حكم أولي
بعيدًا عن منطق الأغنيات العاطفية المعتادة تقدم زينة عماد في "مجرد هم" عملًا صافيًا وصادقًا، يدعو إلى التأمل خصوصًا لكل من يمر بضيق أو محنة. تبدو الأغنية مثل صديق يظهر في لحظة ضعف أو كأخت أو حتى كحبيبة تقول للمستمع بصوتها الدافئ إنها هنا مهتمة وحاضرة حتى في غياب الجميع لكن دو تقديم أي حلول.
يحسب لزينة اختيار هذا الموضوع الإنساني ليكون عنوان ألبومه، وربما يجد فيها المستمع رفيقة مؤقتة تخفف حمله.
أداء زينة هنا راقي ومتماسك يميل إلى الطابع الكلاسيكي الغربي، ويقدم وجهًا مختلفا عن أعمالها السابقة، ما يجعل إعادة الاستماع إليها تجربة متجددة، تكشف في كل مرة عن جماليات ومعاني جديدة
لا تراهن زينة هنا على الاستعراض الصوتي ولا على حبكات درامية مألوفة، بل تختار طريق الهدوء الصوتي، الأكثر صعوبة وصدقًا. هذا الاختيار البسيط على السطح، يكشف عن وعي ناضج لفنانة صاعدة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق نجوميتها.






