أطلقت آمال ماهر أغنيتها الجديدة "خذلني" من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان عزيز الشافعي وتوزيع أحمد إبراهيم، لتكون أولى إصداراتها بعد ألبومها "حاجة غير" الذي شكل عودتها إلى الألبومات الطويلة بعد غياب حوالي أربع سنوات.
جاء هذا الإصدار في وقت تتصدر فيه آمال محركات البحث بالجدل المثار حول حياتها الشخصية وأخبار زواجها التي لم تؤكدها ولم تنفيها وآثرت الصمت.
كانت الأغنية في الأصل مرشحة لتكون ضمن ألبوم "حاجة غير" إلا أن آمال كما أخبرتنا في لقاء سابق معها في سبتمبر الماضي فضلت الاكتفاء بعشر أغنيات فقط، على أن تطرح البقية لاحقًا كأعمال منفردة، وهو ما تحقق بالفعل مع "خذلني".
آمال تبوح بألمها عن الفراق والخذلان
منذ اللحظة الأولى تأخذنا الأغنية إلى عالمها الداخلي عبر أنغام الوتريات التي يقودها الجيتار، حيث تبدأ آمال الغناء بصوت متألم: "خذلني / في الوقت اللي ابتديت أتمنى العمر يكون معاه / خذلني / اللي اتخيلته إنه بكرة هيبقالي الحياة / قتلني".
تعبر الكلمات عن ألم الخيبة من بعد العشم، حين ينهار الأمان الذي بُني على اختيار خاطئ. في المقطع الثاني تتصاعد تساؤلاتها الداخلية كمن يحاور نفسه في مرآة: لماذا أحببته؟ كيف سمحت لعدوى التعلق أن تصيبها؟ تحاول الفهم لكنها في النهاية تعترف أن إشارات النهاية كانت موجودة منذ البداية وأنه ربما أصابه الملل والذي كان سبب الفراق.
رغم غياب الفيديو كليب، وهو ما يختلف عن نهجها في "حاجة غير" الذي ارتكز على هوية بصرية كاملة، فإن "خذلني" تبدو كمساحة لمراجعة الذات لا تحتاج إلى صور تعبيرية.
حكم أولي
تمتلك آمال ماهر صوتًا نادر يجمع بين القوة والدفء، قادرًا على التلون بحسب الحالة الشعورية للأغنية، ومع دخولنا موسم الخريف حيث تتقاطع المشاعر وتستيقظ الجراح القديمة، يبدو اختيار توقيت طرح "خذلني" أكثر من مناسب.
لحن عزيز الشافعي جاء سلسًا وانسيابيًا يخدم الفكرة دون مبالغة، وكأن آمال تتحدث إلى نفسها بهدوء لا إلى جمهورها. أما توزيع أحمد إبراهيم فقد خفف من وطأة الحزن عبر موازنة دقيقة بين الوتريات والجيتارات ليحول الألم إلى لحظة تأمل هادئة أكثر من كونها نحيبًا عاطفيًا.
في النهاية نجحت آمال في خلق تجربة سمعية تدفع المستمع لإعادة الأغنية مرارًا، وكأننا نعيش خذلانها معها لحظة بلحظة نواسيها تارة ونستعيد وجعنا الشخصي تارة أخرى.






