من دون ضجيج... شقّ نبيل طريقه في البوب المصري بصوت هادئ، لكن بخيارات جريئة. منذ 2016، وهو يراكم مسيرته خطوة خطوة، متّكئًا على موهبته الثلاثية: الغناء، والكتابة، والتلحين.
اكتشفه المنتج وصانع النجوم نصر محروس وضمه إلى شركة فري ميوزك، ليبدأ مشوارًا صاعدًا في مشهد البوب المصري مع لمسة تجريبية رافقت أبرز أعماله.
شكّل ألبومه "قلبي حبك" الصادر عام 2016 انطلاقة مفصلية في مسيرة نبيل، وقدّمه كصوت واعد في وقت كانت فيه ساحة البوب المصري تبحث عن وجوه جديدة. وفي أولى كليباته، قدّم "يلا" بمزج راقص بين البوب والعناصر الإلكترونية، مقابل إصدار "عامل إيه" الذي ذهب نحو الكلاسيكية الرومانسية بأداء حساس ولمسة بصرية ناعمة، ما عكس مرونته في التنقل بين الألوان الغنائية.
أطلق نبيل في عام 2020 أغنية "بياع كلام"، من كلماته وألحانه، في خطوة أظهرت اهتمامه بصناعة أغنيته بشكل متكامل. حملت الأغنية طابعًا دراميًا بسيطًا، وتولّى جيزو مهمة الإنتاج الموسيقي بتوزيع يواكب المزاج العام للنص واللحن. شكّلت "بياع كلام" تجربة شخصية عبّر من خلالها نبيل عن أسلوبه الخاص، دون أن تخرج عن الإطار السائد في الأغنية العاطفية.
بعد "بياع كلام"، واصل نبيل تقديم الأغنية الدرامية العاطفية من خلال "درس حياتي"، التي رسّخت حضوره أكثر في هذا اللون. الأغنية من كلمات صابر كمال، ألحان محمد يحيى، تحت إشراف نصر محروس الذي تولّى أيضًا الإخراج. اعتمدت الأغنية على لغة مباشرة وصادقة، تصف نهاية علاقة مثقلة بالخذلان، وقدّم نبيل أداءً هادئًا لكنه حاسم، يعكس النبرة التي تحملها كلمات مثل: "ولا هشرحلك ولا تشرحلي، لو عندك إحساس افرحلي".
في أعماله التالية، حافظ نبيل على حضور واضح في الأغنية العاطفية المعاصرة، وخصوصًا في المساحة الدرامية التي باتت تميز صوته. في "نفسي أفوق"، قدّم نصًا داخليًا يلامس فكرة التشتت النفسي، بصوت منخفض الأداء وتوزيع متصاعد يوازي تصاعد التوتر في الكلمات. أما في "عايش في الضباب"، فمال أكثر نحو الجو التأملي، مستخدمًا الإيقاع البطيء والمساحات الصوتية ليخلق حالة من الغموض والانسحاب، بعيدًا عن الدراما المباشرة.
وبدل أن يلتزم بلون واحد، اتجه نبيل في ميني ألبومه "مش طبيعي"، الصادر في مايو 2025، إلى تجربة أنماط مختلفة، فضم الألبوم ستة تراكات تراوحت بين الإيقاع الراقص والتعبير العاطفي. في أغنية "سبحانه"، استخدم إيقاعًا قريبًا من التكنو، دون أن يفقد حضوره الصوتي المعتاد، في محاولة لموازنة الشكل الجديد مع أسلوبه الخاص.
على مدى ما يقارب العقد، تنقّل نبيل بين محطات موسيقية متنوّعة دون أن يفقد ملامحه الأولى. من الأغنية الرومانسية إلى الدرامية، ومن البوب الكلاسيكي إلى التجريب الإيقاعي، ظل صوته حاضرًا بلغة قريبة من المستمع، يراكم خبرته بهدوء، ويصقل اختياراته مع كل تجربة جديدة.