صعد فارس سكر إلى المشهد الموسيقي في الفترة الماضية عبر موسيقى المهرجانات، وحقق أكبر هيت له مع مهرجان "الحب الحب سنيوريتا". أما عطار فكانت له العديد من الأغاني مليونية الاستماعات عبر الثلاث سنوات الماضية، وقد صنع أغاني بوب تقترب من الشعبي في الكثير من الأحيان، ومعظمها من كلماته وألحانه.
يلتقي الاسمان لأول مرة في تعاون صدر ليلة أمس بعنوان "حبيبي بطاطا"، كتب عطار كلماته ولحنها، فيما نفذ خوليو توزيعاتها.
قالب موسيقي جديد.. للكلمات الغزلية المعتادة
منذ النجاح المدوي لمهرجان "الحب الحب سينيوريتا" الذي قدّمه فارس سكر العام الماضي، بدا وكأن مغني المهرجانات الصاعد بقوة قد وضع مسارين لإصداراته، مسار يستمر فيه بإصدار المهرجانات التي يتحدث فيها عن حياته اليومية وواقعه وعالمه، ومسار المهرجان العاطفي الذي يحاول فيه تكرار نجاح الهيت الذي قدمه سابقًا.
ولما لم تحقق بعد أي من إصداراته الجديدة نجاحات "الحب الحب سنيوريتا"، وجدناه هذا العام يأخذ منحى جديد بالإتجاه إلى البوب لتقديم نفس الأغاني العاطفية، فتعاون مع سانت ليفانت في أغنية لم تصدر بعد رغم أدائهما لها سويًا على المسرح في أحد حفلات سانت ليفانت، وهي منتشرة حاليًا باسم "سنيورة" المقارب لاسم "سينيوريتا". كما قدم "بصوا عليه" بالتعاون مع وليد، والتي حملت روحًا شعبية في توزيعها، ومالت في الكلمات لأسلوب سكر في الغزل.
تتجه "حبيبي بطاطا" لنفس الأسلوب أيضًا من ناحية الكلمات؛ مقتبسة الهوك من تعبير شعبي رومانسي وهو وصف الحبيب بـ "البطاطا". فتدور حول المعشوق الذي يمدنا بالطاقة، ومعه نشعر بالاختلاف، وهو مثل الشوكولاتة في حلاوته وجماله.
يضيف عطار طبقة إضافية من السخرية بأسلوبه الخاص الذي يقترب من الاسكتش الغنائي في جمل مثل "حد بيحسدني بيرقيني" أو"أنا جمبك بتمشى بخاف ناخد عين تفلق حجر"، تاركًا بصمته التي سمعناها سابقًا في أغانيه الناجحة مثل "بطير في الهوا" المليئة بالقوافي الجذابة وتعابير التفاخر. أما من ناحية اللحن، فاعتمد على التركيبة السائدة للبايس المضخم والطبلة والصاجات، في مقاربة لروح موسيقى المهرجانات.
حكم أولي
فيما يبدأ فارس سكر الانتقال بانسيابية إلى مساحة موسيقية أقرب للبوب، نشعر أنه بحاجة للانتقال كذلك إلى الجديد على مستوى الكلمات والأسلوب العام، بحيث لا تبقى أغانيه الجديدة محتجزة في ظل الهيت السابق الذي قدّمه.
وقد شهدنا تجارب عديدة نجحت في ذلك، فانطلقت من المهرجانات متجهة للبوب، أو طورت أسلوبها لتتجنب أن تعلق في نجاح الهيت الأول، مثل الشاعر مصطفى حدوتة والذي انتقل بسلاسة من الكتابة للمهرجانات للكتابة لنجوم البوب، بتغيير أساليبه وتطوير لغته. أو حسن شاكوش الذي لم يكرر تركيبة مهرجان "بنت الجيران" بعد نجاحها، وتلاها بأغاني أخرى مختلفة ناجحة مثل "حبيبتي افتحي شباكك أنا جيت".
أمام سكر فرصة كبيرة لأن يكون الصوت الشاب الفريش في المهرجانات وفي البوب على حد سواء، لكن يجب عليه في سبيل ذلك -وحتى في حالة التعاونات- أن يبدأ بالخروج عن روح أغانيه الناجحة الطاغية، ويفرض أسلوبه الخاص لا أسلوب الأغنية.