أثار تقديم مايا دياب نسخة عصرية من أغنية "حرمت أحبك" جدلًا واسعًا بين الجمهور، لكن من الإنصاف القول إنها لم تكن الأولى في هذا المجال، فقد سبقها عدد من الفنانين الذين استعادوا أغنيات طربية وقدموا لها توزيعات مختلفة ضمن ألبوماتهم. وإذا ما فتحنا الباب للأداء الحي على المسارح فالقائمة تطول، إذ طالما شكلت الأغنية الطربية مصدر إلهام عبر الأجيال.
ومن بين فناني الإندي، كثر من خاضوا تجارب مشابهة مثل فرقة "جدل"التي أعادت تقديم أغنية "التوبة" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بتوزيع روك ضمن أولى ألبوماتها عام 2009. كما أعادت ياسمين حمدان غناء "لا مش أنا" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأسلوبها الخاص ضمن ألبوم "يا ناس" عام 2013، وأيضا قدمتها سُمية بعلبكي بتوزيع لاتيني عام 2010.
وفي المقابل حرص عدد من نجوم البوب على تقديم أغنيات طربية بصبغة معاصرة، تراوحت ردود الفعل عليها بين الإشادة والانتقاد، فيما مر بعضها مرور الكرام. نستعرض معكم في ما يلي بعضًا من هذه المحاولات.
إليسا - لولا الملامة
استعادت إليسا أكثر من مرة أغنيات طربية وقدمتها بأسلوب جديد يعبر عن إحساسها الخاص ضمن ألبوماتها، ومنها أغنية "لولا الملامة" التي ضمتها إلى ألبومها "أسعد واحدة" عام 2012 وحققت حينها نجاحًا كبيرًا. الأغنية الأصلية للمطربة وردة الجزائرية وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد عبد الوهاب وصدرت عام 1973 ضمن أحداث فيلم "حكايتي مع الزمان".
دفع هذا النجاح إليسا إلى تكرار التجربة في ألبومها "حالة حب"عام 2014 حيث قدمت أغنية "أول مرة" للعندليب عبد الحليم حافظ، التي غناها في فيلم "الوسادة الخالية" عام 1957. وقد لاقت النسخة الجديدة من إليسا ترحيبًا واسعًا من الجمهور الذي احتفى بها في التعليقات، الأمر الذي يعكس نجاح إليسا في إعادة تقديم هذه الكلاسيكيات بروح معاصرة.
محمد منير - حكايتي مع الزمان
لدى محمد منير سجل حافل بإعادة إحياء أغنيات كلاسيكية نسائية إلى جانب استلهامه المستمر من الأغاني التراثية. ففي ألبومه "أنا قلبي مساكن شعبية" الصادر عام 2001، قدم واحدة من أجمل النسخ لأغنية "حكايتي مع الزمان" بتوزيع جديد وضعه عازف الغيتار الألماني رومان بونكا شريك نجاح منير في الكثير من أعماله.
الأغنية الأصلية كتبها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي واشتهرت بشجنها العميق الذي عبرت عنه وردة عند صدورها عام 1973 ضمن أحداث فيلم "حكايتي مع الزمان" أما نسخة منير، فتميزت بأداء مختلف يمزج بين الحزن الكامن في اللحن والطابع الروحي العميق الذي يميز صوته، على الرغم أن خامة صوت منير و أسلوبه الغنائي يختلف تمامًا عن الأسلوب الطربي التقليدي.
واجهت في البداية نسخته من الأغنية بعض الانتقادات من مُحبي الطرب، لكنها سرعان ما كسبت التقدير مع مرور الوقت حتى باتت واحدة من أكثر الأغاني المطلوبة في حفلاته الحية. ويبدو أن فيلم "حكايتي مع الزمان" ترك إرثًا موسيقيًا لا يُنسى، إذ تميزت معظم أغانيه بإعادة تقديمها من قبل العديد من الفنانين.
كارول سماحة - خدني معك
قدمت كارول سماحة ضمن ألبومها "إحساس" الصادر عام 2013 أغنية "خدني معك" وهي في الأصل للفنانة الراحلة سلوى القطريب التي أدتها في أواخر السبعينيات من كلمات وألحان روميو لحود.
جاء أداء كارول للأغنية وكأنه تحية فنية مخلصة لسلوى القطريب حيث حافظ التوزيع الموسيقي على الطابع الشرقي الأصيل للنسخة الأصلية مع لمسة حديثة خفيفة من دون الابتعاد عن روح العمل. وقد جاءت أغلب تعليقات الجمهور إيجابية مثنية على أداء كارول وإحساسها العالي الذي أعاد الحياة للأغنية بأسلوبها الخاص
رولا سعد - يانا يانا
أصدرت رولا سعد عام 2005 أغنية "يانا يانا" كدويتو مع الشحرورة صباح وقد جرى تصويرها كفيديو كليب عُرض على إحدى القنوات الفضائية. ورغم النية المُعلنة من رولا في تقديم العمل كنوع من التكريم لصباح ولأغنياتها التي تربت عليها أجيال، إلا أن الديو قوبل بعاصفة من الانتقادات طالت حتى الصبوحة نفسها، خصوصًا أن رولا لم تكن قد حققت نجاحات كبيرة قبل هذا التعاون. وقيل وقتها أن إحدى الشخصيات الإعلامية تدخلت لتقنع صباح بالمشاركة في المشروع.
ورغم ذلك أبدى كثيرون سعادتهم برؤية صباح مجددًا على الشاشة، وحققت النسخة لاحقا رواجًا كبيرًا، إذ تجاوز أحد نسخ الفيديو كليب -المرفوعة بشكل غير رسمي -على يوتيوب حاجز 100 مليون مشاهدة. هذا النجاح دفع رولا إلى إصدار ألبوم كامل عام 2012 بعنوان "رولا تغني صباح" ضم 22 أغنية من أرشيف الشحرورة لكنه لم يحقق صدى يُذكر على مستوى الانتشار أو النجاح الجماهيري.
إليانا - أهواك
اشتهرت إليانا في بداياتها بتقديم الكوفرات،قبل أن تطلق أولى أغنياتها الأصلية ضمن ألبومها القصير الأول الذي حمل اسمها "إليانا"وصدر عام 2020 وضم 6 أغنيات. ومن بين هذه الأعمال قدمت إليانا نسختها الخاصة من أغنية "أهواك" للعندليب عبد الحليم حافظ، وهي من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب وهي أغنية رومانسية كلاسيكية أدتها إليانا بأسلوبها الخاص وإحساسها العميق مكتفية بغناء المذهب فقط.
ورغم أن الكوفر حقق مشاهدات عالية، إلا أنه لم يحقق نفس صدى النجاح الذي عرفته بعض أغنياتها الأصلية، أو حتى الماش آب الشهير الذي قدمته لأغنية "تملي معاك" عام 2023. ومع ذلك يُحسب لإليانا محاولتها تقديم الأغنية الطربية بروح جديدة تعبر عن جيلها.