بعد وعكته الصحية في يونيو الماضي، يعود المطرب ماجد المهندس بأغنية "مشاهد عيونك"، من كلمات الشاعرة جِنان، وألحان أحمد الهرمي، وتوزيع زيد نديم. هذه الأغنية تعد أولى إصداراته الرومانسية منذ فترة، باستثناء الأغنيات الوطنية مثل ديو "دار الأكرمين" الذي جمعه مع وليد الشامي، بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ95.
ماجد المهندس في حالة خاصة من النضج العاطفي
تتفتّح الأغنية مثل زهرة على نغمات الجيتار، وسريعًا ما تحتضنها الوتريات، في توليفة موسيقية حالمة تمهّد للغزل في محبوبته: "مشاهد عيونك / ينكتب بها ديوان / وحروف شعر ما ينتهي مددها". بينما في الخلفية تطغى بعض الإيقاعات الخليجية التي تمنح الأغنية بهجة الاحتفاء بالحبيب.
لم تكن البهجة هنا محض إحساس عابر، إذ ظهرت في الفواصل الموسيقية الذكية التي ازدحمت بآلات نفخية حميمية، كما تجلّت أكثر في كورال الإمارات الذي شارك ترديد بعض الأبيات لتأكيد المعنى، وربما اختار المهندس أن يطغى حضور الكلمات والموسيقى على الحضور البصري، فخرج فيديو الأغنية يتضمن صورا ثابتة، منحت الكلمات والألحان فرصة سمع دون أي تشتيت.
حكم أولي
بشكل عام، العلاقة الفنية بين ماجد المهندس وأحمد الهرمي أثمرت عن أعمال ناجحة أحبها الجمهور، على سبيل المثال "الفاتنة" و"يهزك الشوق"، ويبدو أن "مشاهد عيونك" تندرج بسلاسة ضمن هذا الخط الرومانسي.
يبرع الهرمي هنا في تنويع الجمل اللحنية لتفادي الرتابة، فيقدم لحنًا يحمل مفاجآت تتبدى مع كل مجموعة أبيات، ويمنح صوت ماجد مساحة للتمدد والارتقاء.
ويشهد ماجد المهندس حضورًا لافتًا سواء عبر الحفلات أو الإصدارات من أبرزها أغنية "غزالة" باللهجة العراقية، التي كانت رغم التشابه في الفكرة الأساسية مع "مشاهد عيونك"، فإن الأخيرة تطغى عليها مسحة أكثر من الهدوء، كأننا أمام شخصية عاطفية وصلت إلى مرحلة ما من الحكمة في الحب.
يظهر هذا النضج بشكل أوضح في النصف الثاني من الأغنية، حيث يطلق ماجد صوته بحرية أكبر، مستعرضا جمالياته في الأداء والتعريب الذي يسلطن جمهوره في الجلسات الطربية الخاصة.
وإجمالًا تجمع الأغنية بين الرقة الغزلية والطرب الأصيل، وتزخر بصور شعرية بليغة وإحساس دافئ، لتندرج ضمن المسار الذي ينتظره جمهور ماجد المهندس، وتضيف إلى رصيده أغنية جديدة تحتفي بالحب بصوت يعرف كيف يجعل من كل بيت شعري لحظة غنائية متكاملة.

		
		




